أعلنت وكالة ناسا عن اكتشاف مذهل، إذ تم رصد علامات مبكرة لجزيئات مرتبطة بالحياة على كويكب بينو؛ ما يقدم رؤى جديدة حول أصل الحياة على الأرض وإمكانية وجود حياة في الكون.
ويُعد بينو، الذي يبلغ عرضه 500 متر، واحدًا من الكويكبات اللافتة بسبب شكله الفريد على شكل "الدوامة" واحتمالية ضئيلة جدًا لاصطدامه بالأرض بين عامي 2175 و2199.
ووفقا لموقع "يونيلاد" أطلقت ناسا مهمة OSIRIS-REx لدراسة بينو في العام 2016، وجمعت عينات منه في 2020 وعادت بها إلى الأرض في 2023. ومنذ ذلك الحين، يعمل العلماء على تحليل هذه العينات التي تعود إلى 4.5 مليار سنة، واكتشفوا نتائج مذهلة.
وكشفت التحليلات أن بينو يحتوي على جلوكوز، وهو سكر مكون من ست ذرات كربون ويعتبر من اللبنات الأساسية للحياة. كما يحتوي الكويكب على جميع المكونات الجزيئية اللازمة لتشكيل RNA، الجزيء الحيوي المسؤول عن نقل المعلومات الوراثية في جميع الخلايا الحية.
وتشمل هذه المكونات ريبوز (سكر خماسي الكربون)، الأحماض الأمينية، النيوكليوبازات، الأحماض الكربوكسيلية، والفوسفات. ومن اللافت عدم وجود ديوكسيريبوز، السكر الموجود في DNA؛ ما يشير إلى أن الريبوز كان أكثر شيوعًا في البيئات المبكرة للنظام الشمسي.
وتدعم هذه النتائج فرضية "عالم RNA"، التي تقترح أن RNA كان الجزيء الوراثي والتحفيزي الرئيسي قبل ظهور DNA والبروتينات. كما يشير وجود الجلوكوز إلى أن مصادر الطاقة الأساسية للحياة كانت موجودة في مواد النظام الشمسي منذ نشأته، وهو ما يتوافق مع فرضية "البانسبيرما"، التي تقول إن النيازك والكويكبات قد تكون نقلت المكونات الأساسية للحياة إلى الأرض.
ووصف عالم ناسا والمحقق المشارك في OSIRIS-REx، دانيال جلافين، الاكتشاف بأنه "خطوة مثيرة للأمام"، مضيفًا أن النتائج تزيد التفاؤل بإمكانية العثور على حياة خارج الأرض، وربما حتى داخل نظامنا الشمسي. ورغم وجود جميع اللبنات الكيميائية لتكوين البروتينات والأحماض النووية، لم يُكتشف بعد أي دليل مباشر على وجود حياة في بينو.
وأشار جلافين إلى أن الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة للبحث في سبب عدم تطور هذه المكونات إلى أشكال حياة أكثر تعقيدًا داخل الكويكب نفسه، موضحًا أن النيازك والكويكبات قد تكون لعبت دورًا مهمًا في تهيئة الأرض وربما كواكب أخرى بالمكونات الضرورية لنشوء الحياة؛ ما يمنحنا لمحة مثيرة عن أصل الحياة في الكون.