بدأت الكويت أولى خطوات مشروعها الثقافي الجديد الذي يعتمد على تكليف فنانين كويتيين وعالميين، لرسم لوحات ساحرة كبيرة على الجدران العامة (جداريات)، وكشفت عن أول لوحة معاصرة في أشهر أسواقها التاريخية.
وفوجئ العاملون وزوار سوق "المباركية" العريق، بلوحة جدارية كبيرة يتوسطها طائر الهدهد، في أحد أروقة سوق الذهب في المباركية، في أولى جداريات المشروع الفني الجديد.
واختار الفنان الكويتي يوسف صالح والفنانة البريطانية ميغان راسل، الهدهد مع تفاصيل أخرى في الجدارية، تمثل رابطاً بين الكويت وبريطانيا إذ تحتفلان بمناسبة مرور 125 عاماً على علاقتهما.
وبجانب الهدهد الذي يرمز لكون الكويت وبريطانيا محطة له أثناء هجرته السنوية، حضرت في اللوحة ورود الجوري الأبيض الإنكليزي وزهرة نبات العرفج الموجود في صحراء الكويت.
كما زيّنت اللوحة الجدارية عدة لآلئ تمثل عمل الكويتيين قديماً في الغوص بمياه الخليج العربي لاستخراج اللؤلؤ صاحب المكانة لدى ملكات العائلة المالكة في بريطانيا.
ويشرف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مشروع الجداريات، وسترتبط كل الجداريات القادمة بإحدى الدول عبر شراكة بين فنان كويتي وفنان من دولة أخرى.
وبدأ سوق المباركية قبل أكثر من 125 عاماً بمحل واحد صغير يشبه الكشك الذي أنشأه حاكم الكويت السابع والبارز، الشيخ مبارك الصباح، العام 1897، في منطقة القبلة بالعاصمة، بهدف الاستماع إلى شكاوى المواطنين والنظر في مشاكلهم.
وسرعان ما نشأت في محيط المكان، معالم سوق المباركية حيث يجتمع التجار بالقرب من ذلك الدكان في تلك المنطقة التي يجلبون إليها بضائعهم من الهند والعراق وعمان وغيرها، لتتحول هذه المنطقة إلى أكبر سوق تجاري شعبي اكتسب اسمه من مؤسس أول دكاكينه، الشيخ مبارك.
وبدأ السوق بالتوسع تدريجياً، لكن بشكل منظم، حيث ينقسم لمجموعة شوارع متوازية ومتقاطعة، ليتحول في خلال سنوات لأشهر أسواق الكويت، بينما يجمع في داخله مجموعة أسواق للملابس والخضار والفواكه والسمك والبهارات والذهب وصرافة العملات وقسم للمطاعم والمقاهي.
ويضم سوق المباركية نحو 600 محل تجاري للبيع، بينما تفوح منه رائحة الماضي على شكل ديكورات الدكاكين أو البضائع التراثية أو أشكال فناجين القهوة والشاي وقصص المقاهي المتداولة عن ماضي البلاد وقسوة العيش التي صبر عليها الكويتيون قبل أن تتغير أحوال بلادهم للأفضل.
