عاد القاتل المتسلسل هربرت مولين إلى الواجهة بعد إعادة سرد قصته المروعة، إذ أرعب سكان سانتا كروز في أوائل السبعينيات من القرن الماضي. مولين، المولود عام 1947، كان يبدو شخصًا هادئًا ومهذبًا، لكنه كان يعاني من هلاوس واضطراب الفصام البارانويدي، ما دفعه للاعتقاد بأن لديه مهمة "إلهية" لمنع الزلازل في كاليفورنيا عبر قتل البشر.
وضحايا مولين لم يكونوا من نوع محدد، بل كانوا عشوائيين: كبار السن، الشباب، مسافرون، كاهن كاثوليكي، وحتى أصدقاء قدامى. استخدم أساليب قتل مختلفة تشمل الطعن، الضرب بمضرب، وإطلاق النار، وغالبًا دون سابق إنذار.
ووفقا لصحيفة " ميرور" بدأت سلسلة جرائم مولين في أكتوبر 1972 بقتل متشرد، ثم امتدت لتشمل امرأة كانت تستقل الطريق، أربعة مراهقين، صديقًا وزوجته، وأمًا مع طفليها الصغار (4 و9 سنوات).
وكان مولين يظهر هادئًا وودودًا قبل تنفيذ جرائمه، مقتنعًا أن كل قتل يؤخر وقوع الزلزال. ومع عدم حدوث الكوارث، زاد اعتقاده بضرورة استمرار "تضحياته". تزامن نشاطه الإجرامي مع القاتل المتسلسل إدموند كيمبر، مما صعّب على الشرطة اكتشافه سريعًا.
وفي غضون أربعة أشهر، أودى مولين بحياة 13 شخصًا، تاركًا خلفه مدينة فقدت شعور الأمان، وأصبحت سكانها يغلقون الأبواب ويحذرون الغرباء. قصته تذكير مرعب بتأثير الأمراض النفسية على السلوك البشري وقدرة الهوس على تحويل الحياة إلى جحيم للآخرين.
وانتهت سلسلة جرائم هربرت مولين في فبراير 1973، عندما أطلق النار على الرجل المتقاعد فريد بيريز البالغ من العمر 72 عامًا في أحد المنتزهات العامة خلال النهار. لاحظ أحد السكان لوحة سيارة مولين، وتمكنت الشرطة من توقيفه بسرعة. عند اعتقاله واستجوابه، لم ينكر مولين أي شيء، بل تحدث بهدوء وشرح أسباب قتله للضحايا.
وأظهر الأطباء النفسيون خلال المحاكمة صورة مروعة لرجل تسيطر عليه أوهام قوية، بما في ذلك تلقي أوامر “تخاطرية” من والده بالقتل، تجاوزت أي إحساس بالأخلاق. رفضت هيئة المحلفين الحكم بالجنون، وأدين مولين بتهمة القتل المتعدد وحكم عليه بالسجن المؤبد.

وحتى داخل السجن، تمسك مولين بقصته وأبدى القليل من الندم على أفعاله. وتوفي في منشأة الرعاية الصحية بكاليفورنيا في أغسطس 2022 عن عمر 75 عامًا، منهياً حياة مليئة بالرعب، تاركًا خلفه إرثًا مظلمًا يذكر بتأثير الأمراض النفسية الشديدة على السلوك البشري.