مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
لطالما أثارت أسطورة "ملك الجرذان"، التي تعود إلى القرن السادس عشر، دهشة البشر، إذ تصور كتلة من الجرذان المتشابكة من خلال ذيولها، تعمل كوحدة واحدة، أحيانًا بقيادة جرذ "مهيمن". هذه الظاهرة الغريبة لطالما ظهرت في الفلكلور وأعمال الأدب والفن، إلا أن النقاش لا يزال قائمًا حول مدى واقعيتها.
لكن باحثًا إستونيًا يُدعى أندري ميلجوتين، وهو أمين متحف التاريخ الطبيعي في جامعة تارتو، يؤكد أن الظاهرة ليست مجرد خرافة. ويقول في تصريحات لمجلة "ناشونال جيوغرافيك": "ملك الجرذان ليس أسطورة. لدينا عينات محفوظة في المتاحف، ويمكن للجمهور رؤيتها ودراستها".
وفي دراسة نُشرت عام 2007، وثّق ميلجوتين 58 حالة يُعتقد أنها "موثوقة" لملوك جرذان تم اكتشافها في أوروبا، معظمها لجرذان سوداء (Rattus rattus) في دول مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا، وغالبًا ما كانت هذه الاكتشافات تتزامن مع الطقس البارد.
ويُرجح أن ذيول الجرذان لا تلتف ببساطة في عقدة، بل تلتصق نتيجة مواد لزجة مثل الطين، والريش، وروث الدواجن، كما حدث في حالة موثقة عام 2021 جنوب إستونيا، حيث وُجد 13 جرذًا صغيرًا لا تزال على قيد الحياة.
ويشير خبراء مثل بوبي كورغان، عالم الجرذان الأمريكي المخضرم، إلى أن هذه الظاهرة ممكنة علميًا، رغم ندرتها الشديدة، موضحًا أن الجرذان غالبًا ما تتجمع في مساحات ضيقة للتدفئة، مما يسهم في احتمالية تشابك ذيولها.
ورغم الصورة المرعبة التي ترسمها الثقافة الشعبية عن "ملك الجرذان"، يؤكد كورغان أن الجرذان ساعدت البشرية لعقود، من خلال دورها المحوري في تجارب الأدوية والأبحاث العلمية، مضيفًا: "ربما ندين لها بعقود من عمرنا الإضافي".