رغم مشاركة نجوم من الصف الأول من كل الأجيال ضمن طاقمه التمثيلي مثل حسين فهمي وأحمد حاتم ومايان السيد ومحمد القس، إلا أن الفيلم المصري "قصر الباشا" تذيل قائمة الإيرادات في دور العرض منذ ما يقرب من أسبوعين، وسط توقعات بسحبه نهائيا من تلك الدور قريبا.
وبلغ أقصى إيراد يومي للعمل 600 ألف جنيه في بداياته الأولى ليحقق رقما متواضعا هو 14 مليون جنيه بعد 7 أسابيع من العرض، قبل أن تبدأ رحلة الهبوط الصادم ويبيع الفيلم نحو 60 تذكرة فقط في المتوسط باليوم الواحد بمختلف محافظات الجمهورية، وفق مصادر مطلعة.
وتعمقت الصدمة لدى صناع العمل حين لم تتجاوز إيراداته طوال أسبوع كامل حاجز الخمسين ألف جنيه بعدد تذاكر لم يزد عن 342 تذكرة.
وتكمن المفارقة هنا أن العمل يتوفر له طاقم تمثيلي قوي يضم أيضا صدقي صخر وأحمد فهيم وحمزه العيلي، إخراج محمد بكير صاحب التجارب القوية الناجحة بين السينما والدراما التلفزيونية، كما أنه من تأليف السيناريست المعروف محمد ناير.
واعتمد الشريط السينمائي على قصة إثارة وتشويق تنطلق من جريمة قتل غامضة وعدد كبير من المشتبه بهم، وسط إيقاع متصاعد من التوتر والمفاجآت المتوالية بحثا عن القاتل الحقيقي، لكن من الواضح أن كل ذلك لم يشفع له أن يصمد كخيار جماهيري.
تدور الأحداث داخل فندق تاريخي عريق في مدينة أسوان، أقصى جنوب مصر، حيث يجسد أحمد حاتم شخصية مؤلف روايات بوليسية يحل نزيلا بالمكان وقت وقوع الجريمة التي تشبه في ملامحها العامة أسلوبه في الكتابة.
يبدأ المؤلف في مساعدة الشرطة لكشف هوية القاتل وفك طلاسم اللغز، فيما تكشف التحقيقات عن خفايا الماضي ومفاجآت مدوية تخص كل شخصية مشتبه بها.
وتكررت تلك "الثيمة" كثيرا في أفلام ومسلسلات عربية تنقل نفس الفكرة، وبشكل يكاد يكون حرفيا، عن أعمال أمريكية عديدة كان آخرها سلسلة أفلام "أخرجوا السكاكين"، ما جعل المتفرج مشبعا بتلك الأجواء المكررة، خصوصا حين تقدم دون إضافة قوية أو لمسة إبداع مختلفة.
واستنفد الفيلم قدرته على اجتذاب المزيد من المتفرجين في ظل المنافسة الشرسة التي واجهها من جانب أفلام أخرى مثل "السلم والثعبان 2" لعمرو يوسف وأسماء جلال و"لنا في الخيال حب" لأحمد السعدني ومايان السيد، ثم "الست" لمنى زكي وأخيرا "طلقني" لكريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني.