logo
منوعات

"صبابا".. مطعم يجمع الفلسطينيين والإسرائيليين في باريس (صور)

"صبابا".. مطعم يجمع الفلسطينيين والإسرائيليين في باريس (صور)
فقرة غنائية في مطعم "صبابا"المصدر: هآرتس
30 يونيو 2025، 8:34 ص

أقام فلسطيني وإسرائيلي مطعماً "مؤقتاً" في العاصمة الفرنسية باريس، في تجربة طهي مشتركة استمرّت ثلاثة أيام، لتكون "مساحة يجتمع فيها الأعداء المفترضون ويتبادلون الأحاديث"، وفق تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية. 

والفلسطيني رجاء أبو دقة، والإسرائيلي إدغار لالوم، والمولودان للمصادفة في الجزائر، لم يكن لهما أي خبرة سابقة في مجال المطاعم، إلا أنهما يعتبران أن "تجربتهما نجحت بشكل يفوق تصورّهما"، خصوصاً أن أهدافها لا تتوقف عند لذة الطعام.

مطعم صبابا

ووُلد رجاء أبو دقة، من أبوين فلسطينيين من خان يونس، في الجزائر، وتزامنت ولادته في التسعينيات، عندما أضاءت اتفاقيات أوسلو الأمل في حل الدولتين، وانتقل إلى غزة ليُعيد التواصل مع جذوره، فعمل في البداية في الحرس الرئاسي الفلسطيني، ثم صحفياً.

لكنه وباعتباره منتقداً لحركة حماس، اعتُقل أبو دقة واستُجوب من قِبل الحركة التي فرضت سيطرتها عام 2006 على القطاع، ثم هُدد وأُمر بمغادرة غزة، ليستقر في باريس.

كذلك ولد إدغار لالوم، وهو يهودي فرنسي إسرائيلي، في الجزائر أيضاً، إلا أنه انتقل إلى جنوب فرنسا في طفولته، وهاجر إلى إسرائيل في السابعة عشرة من عمره، وقضى سنوات في العمل مع الشباب المعرضين للخطر، ثم عاد لاحقاً إلى باريس، حيث واصل عمله المجتمعي مع الأطفال.

مطعم صبابا

عرّفت منظمة "لنتصالح" الفرنسية التي أُطلقت في يوليو الماضي وتشجع الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبين المسلمين واليهود، الرجلين على بعضهما وسرعان ما انسجما، وكانت النتيجة مطعماً مؤقتاً حمل اسم "صبابا - طعم السلام".

وجاء في منشورهما: "في إسرائيل وفلسطين، تعني كلمة صبابا متعة العيش، وكانت هذه خطتنا لهذه الأيام الثلاثة".

تحديات وإيجابيات

"كنا نعلم أنها مخاطرة، واحتمالية وجود مشاكل أمنية، لكن كان علينا المخاطرة"، قال لالوم الذي أضاف أنه بناء على طلبهما، أرسلت الشرطة دوريات في محيط المطعم المؤقت، الواقع بالقرب من محطة قطار غار دي ليون، طوال المدة. 

وتابع "في النهاية، لم تكن لدينا سوى لقاءات إيجابية".

مطعم صبابا

كما كانت هناك تحديات غير متوقعة أيضاً، كما قال أبو دقة: "عندما أردنا شراء علمين إسرائيلي وفلسطيني لوضعهما على الحائط، لم يقبل أي متجر بيعهما معاً. كانوا يبيعون إما العلم الإسرائيلي أو العلم الفلسطيني. لم يكن أي منهما يمتلك الاثنين".

وأضاف "على الناس أن يتحدوا ليدركوا أنهم متشابهون".

ومنذ افتتاحه يوم الجمعة إلى إغلاقه يوم الأحد، خدم مطعم "صبابا" حوالي 500 زبون. وقد لاقى نجاحاً كبيراً لدرجة أنه بحلول المساء الأخير، كان المطبخ شبه فارغ، بحسب تقرير "هآرتس".

خلال الأيام الثلاثة، تأثر الضيوف بشكل واضح بأجواء المشروع وقصصه، إذ قالت فيوليت نحمياسم، وهي مؤسسة يهودية مشاركة في "مصالحنا": "أخبرتني زبونة فرنسية إسرائيلية أنها ترغب بشدة في مقابلة رجاء لأنها لم تتحدث مع فلسطيني من قبل. سألناها بدهشة: أنتِ إسرائيلية ولم تقابلي فلسطينيًا من قبل؟".

يبحث أبو دقة ولالوم الآن بالتعاون مع جمعية "نوس ريكونسيلييه"، عن مستثمرين لافتتاح مطعم ومركز ثقافي دائم. يتصور لالوم مساحة "تحتوي على طعام وأفكار"، تستضيف معارض فنية وعروض أفلام وعروضاً موسيقية وراقصة حية.

أخبار ذات علاقة

منشور يثير الجدل في حلب السورية

إعلان غامض لمطعم يثير جدلًا ومخاوف في سوريا (فيديو)

وطوال عطلة نهاية الأسبوع، قدّم الموسيقيون عروضاً متنوعة، من أغاني العود العاطفية إلى الألحان المبهجة التي جعلت الضيوف والمنظمين يرقصون معاً، كما عزف لالوم نفسه على البونغو.

في ليلة الختام، وعلى وقع موسيقى شرق أوسطية نابضة بالحياة، خاطب أبو دقة مجموعة من الضيوف قائلًا: "لقد جربتُ الكثير، والآن أعتقد أن الطعام هو ما يجمع الناس. جميعنا يجب أن نأكل، أليس كذلك؟".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC