مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
مع إسدال الستارة على الدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي، بدا واضحاً أنّ السياسة لم تكن غائبة عن أكبر حدث فني في إيطاليا هذا العام.
فالفيلم التونسي"صوت هند رجب" للمخرجة كوثر بن هنية، الذي أعاد إلى الأذهان مأساة الطفلة الغزّية "هند" ذات الأعوام الخمسة، خطف الأضواء بعد أن أبكى الحضور، ونال تصفيقاً استمر 24 دقيقة متواصلة.
ومع ذلك، يبقى القرار النهائي بيد لجنة التحكيم برئاسة المخرج الأمريكي ألكسندر باين، حيث يتنافس مع 21 فيلماً على جائزة "الأسد الذهبي".
الفيلم استند إلى تسجيلات صوتية حقيقية للهاتف الذي جمع "هند" بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، قبل أن تُقتل مع أفراد من عائلتها داخل سيارة مثقوبة بالرصاص في غزة.
وكان المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا قد توقّع، منذ يوليو، أن يُحدث العمل "تأثيراً هائلاً"، وهو ما تحقق بالفعل.
كما حضرت الحرب في غزة أيضاً خارج القاعات، مع رسالة مفتوحة وقّعتها مجموعة "البندقية من أجل فلسطين" وتظاهرات تضامنية في شوارع ليدو. حيث لم يتردد الفنانون في إظهار دعمهم.
لكن المهرجان لم يقتصر على صدى الشرق الأوسط. فيلم "ساحر الكرملين" من بطولة جود لو أعاد رسم صعود فلاديمير بوتين، بينما قدّم اليوناني يورغوس لانثيموس "بوغونيا" كتأمل ساخر في التكنولوجيا ونظريات المؤامرة. أما غييرمو ديل تورو فعاد بعمل ضخم هو "فرانكشتاين".
وكان الحضور الأمريكي بارزاً، فمن جورج كلوني إلى إيما ستون وجوليا روبرتس، مروراً بدواين جونسون في "ذي سماشينغ ماشين" وأماندا سيفريد في "ذي تيستامنت أوف آن لي". كما نافس الفرنسي بنجامان فوازان في "ليترانجيه" المستند إلى ألبير كامو.
أما من آسيا، فقد لفت المخرج الكوري بارك تشان ووك الانتباه بفيلمه "نو أذر تشويس"، فيما قدّمت التايوانية شو تشي أول تجاربها الإخراجية بفيلم "غيرل". وختاماً، يُسدل المهرجان ستاره مع فيلم الخيال التشويقي الفرنسي "شيان 51" الذي يتخيّل باريس تحت قبضة ذكاء اصطناعي يتحكم بالأمن.