ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
هي المدينة الأكثر عراقة في بلدان المغرب العربي من حيث التاريخ الأندلسي الذي تتجلى أسراره بين طرقاتها وطرزها المعمارية.. وتضيء أقماره لياليها الجميلة المتوجة بالإيقاعات الموسيقية الخاصة.
تلك هي تستور، مدينة تونسية تجسد ثقافة التسامح بين مختلف الأديان وتعكس خصوصية حضارية فريدة، وتطل على العالم من فوق ربوة شامخة مفترشةً حوض هضبة "مجردة" شمال البلاد، وتبعد عن العاصمة تونس بنحو 76 كيلومترًا.
بناها قبل أربعة قرون الموريسكيون، وهم من مسلمي الأندلس الفارين من الاضطهاد، بعد قدومهم من إسبانيا إلى شمال أفريقيا، لتصبح حارسة التاريخ وشاهدًا حيًا على التعايش بين الماضي والحاضر، والأنا والآخر.
يضم مسجدها الكبير بابًا يحمل نجمة خماسية يدخل منه المسلمون للصلاة وبابًا آخر يحمل نجمة سداسية يدخل منه اليهود للتعبد، كما تزين النجمة الأخيرة مئذنة المسجد.
قد يبدو الأمر غريبًا لدى البعض، لكن حين نعلم أن كلًا من المسلمين واليهود كانوا ضحايا الحكم المتطرف الإقصائي الذي هيمن على الأندلس بداية من العام 1502، يصبح الأمر أكثر قابلية للفهم والاستيعاب.
ولا تنتهي عجائب المئذنة عند هذا الحد، فهي تحمل ساعة فريدة من نوعها حيث تتحرك فيها العقارب من اليمين إلى اليسار، بعكس المتعارف عليه بكل دول العالم، في ظاهرة مدهشة تعود إلى المهندس الأندلسي محمد تغرينو الذي بنى الساعة العام 1630.
اختلفت الروايات التاريخية في سبب تسمية تستور، أو تازاتور" بهذا الاسم، لكن مصادر عديدة تشير إلى أن الاسم يعني "البرج الشامخ" باللغة القشتالية.
أطلق عليها الرومان اسم "تيشيلا" أو "تيكيلا" بمعنى "العشب الأخضر"، نظرًا للون الذي يكسو وجهها نتيجة تدفق الأمطار وخصوبة التربة.
وتتجلى خصوصية الحضارة الأندلسية في نوعية الأنماط والقوالب الموسيقية التي تشتهر بها المدينة مثل "المالوف" و"الموشح"، كما لا تزال النساء تحافظ على الزي الأندلسي التقليدي المعروف باسم "الحايك".