اكتشف العلماء مفاجأة حول الجليد في المناطق الباردة والمظلمة من الفضاء. لسنوات، كان يُعتقد أن الجليد في الفضاء يتكوّن بشكل غير منظم تمامًا، وهو ما يُعرف علميًا باسم "الجليد غير المتبلور"، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن بعض أجزاء هذا الجليد يشكل بلورات صغيرة حتى في درجات الحرارة المتجمدة جدًا في الفضاء.
وبحسب موقع "ساينس آليرت"، قاد الدراسة الفيزيائي مايكل بينيديكت ديفيز من جامعة كلية لندن وجامعة كامبريدج، إذ استخدم الفريق محاكاة حاسوبية وتجارب مخبرية لفهم الشكل الأكثر شيوعًا للجليد في الكون؛ وهو الماء المتجمد الموجود بين الكواكب والنجوم.
وعلى كوكب الأرض، يتكوّن الجليد في أنماط منتظمة تُعرف بالبلورات، كما نراها في شكل رقائق الثلج، لكن في الفضاء، يتحوّل الماء من الحالة الغازية إلى الحالة الصلبة مباشرة، وكان يُعتقد أنه يتجمد بطريقة عشوائية، إلا أن هذه الدراسة وجدت أن حوالي 20٪ من هذا الجليد يحتوي على بلورات صغيرة جدًا، يبلغ عرضها بضعة نانومترات، ممزوجة بالجليد غير المنتظم.
ولاختبار هذه الفرضية، أنشأ الباحثون "جليدًا افتراضيًا" عن طريق تجميد جزيئات الماء عند درجات حرارة منخفضة جدًا (حوالي -120 درجة مئوية)، ووجدوا أن التجميد البطيء يسمح بتكوين بلورات أكثر. كما أعاد الفريق تكوين الجليد الفضائي في المختبر عن طريق تجميد بخار الماء على أسطح باردة وسحق الجليد لتكوين أشكال أكثر كثافة. وعندما قاموا بتسخين العينات قليلاً، لاحظوا دلائل على وجود بلورات داخل الجليد "غير المتبلور" سابقًا.
ويعد هذا الاكتشاف مهما لأن الجليد يؤدي دورًا كبيرًا في الفضاء، فهو يسهم في تكوين الكواكب، ويؤثر في تطور المجرات، ويساعد على تحريك المادة في الكون. معرفة أن الجليد الفضائي يحتوي على بلورات قد تغير فهمنا للعديد من العمليات الكونية.
وقد يكون لهذا تأثير في التكنولوجيا على الأرض أيضًا. بعض المواد مثل الألياف الزجاجية التي تنقل البيانات تحتاج لأن تكون غير منتظمة. وإذا كانت تحتوي على بلورات صغيرة، فإن إزالتها قد تحسّن من أدائها.
وقال الكيميائي الفيزيائي كريستوف زالتسمان: "لطالما اعتقدنا أن جليد الفضاء غير منتظم تمامًا، لكن نتائجنا تُظهر أنه أكثر تعقيدًا وإثارة مما كنا نظن".