في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكن تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي التابع لوكالة ناسا من التقاط أول صورة مباشرة لكوكب يقع خارج نطاق نظامنا الشمسي، في خطوة تمثل نقلة نوعية في رصد الكواكب الخارجية.
والكوكب المُكتشف يحمل اسم TWA 7 b، ويُعتقد أن كتلته تقارب كتلة كوكب زحل. ويبعد حوالي 100 سنة ضوئية عن الأرض، ويدور حول نجمه من مسافة بعيدة للغاية؛ ما يجعل فترة مداره تستمر لعدة مئات من السنين. ويُقدّر عمر هذا النظام الكوكبي بحوالي 6 ملايين سنة فقط، أي أنه لا يزال في مراحله الأولى من التكوين، مقارنة بشمسنا التي يبلغ عمرها نحو 4.6 مليار سنة.
عادةً ما يكون رصد الكواكب الخارجية بشكل مباشر أمرًا بالغ الصعوبة، نظرًا لضعف الضوء الصادر عنها، وكونه يُحجب في الغالب بواسطة الضوء الساطع للنجوم التي تدور حولها. ولهذا السبب، يعتمد العلماء غالبًا على طرق غير مباشرة، مثل تتبع التغير في ضوء النجم عند مرور الكوكب أمامه.
ونجح فريق البحث بقيادة العالمة آن ماري لاغرانج في ابتكار ملحق خاص للتلسكوب، يُشبه تأثير كسوف الشمس، ليُقلل من سطوع ضوء النجم المضيف ويُتيح إمكانية التقاط صورة مباشرة للكوكب.
وفقًا لصحيفة "الغارديان"، يُعد TWA 7 b أصغر بعشر مرات من أي كوكب خارجي سبق التقاط صورته مباشرةً، وهو ما يُمثل سابقة علمية مهمة. وتظهر الصورة الكوكب كنقطة ضوء ساطعة محاطة بحلقة ضيقة من الحطام.
ورغم وجود احتمال ضئيل بأن يكون هذا الجسم مجرد مجرة في الخلفية، إلا أن الأدلة تشير بقوة إلى أنه كوكب حقيقي يُرصد للمرة الأولى.
يُذكر أن تلسكوب جيمس ويب، الذي أُطلق عام 2021، يواصل تحقيق اكتشافات استثنائية. فقد رصد مؤخرا ظاهرة حلقة أينشتاين، حيث ينحني الضوء بفعل جاذبية مجرة ضخمة، كما اكتشف سابقا أبعد مجرة تُرصد في تاريخ الفلك.
ومع التقاط أول صورة مباشرة لكوكب خارجي بهذا الحجم، يُثبت "جيمس ويب" مجددًا مكانته كواحد من أهم أدوات استكشاف الكون في العصر الحديث.