حقّقت قناة "Channel 4" البريطانية خطوة غير مسبوقة، عندما قدّمت فيلماً وثائقياً عن الذكاء الاصطناعي بواسطة مذيعة تم إنشاؤها بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الفيلم الذي حمل عنوان "هل سيحل الذكاء الاصطناعي محلّي في العمل؟" استعرض قدرة الذكاء الاصطناعي على استبدال البشر في مهن عدة مثل الطب والمحاماة، حيث بقي سرّ المذيعة الافتراضية طيّ الكتمان حتى نهاية الفيلم، حين كشفت المذيعة: "أنا لست حقيقية. هذه أول مرة أقدّم فيها برنامجاً على التلفزيون البريطاني كمذيعة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي. ربما خمن بعضكم ذلك، فصوتي وصورتي صمّما بالكامل عبر التكنولوجيا".
وأشارت صحيفة "Deadline" إلى أنّ المشاهدين المتمعّنون لاحظوا مؤشرات على عدم كون المذيعة بشرية، مثل عدم وضوح الصورة قرب فمها أثناء الحديث، ما أعطى انطباعاً خفياً عن طبيعتها الاصطناعية.
ورغم هذه التجربة اللافتة، أكدت "Channel 4 أنّ استخدام المذيعين الافتراضيين لن يصبح ممارسة اعتيادية، حيث قالت لويزا كومبتون، رئيسة قسم الأخبار بالقناة: "لن يصبح استخدام المذيعين الذين يتم إنشاؤهم بالذكاء الاصطناعي أمراً شائعاً في Channel 4. لكن هذه التجربة تذكّرنا بقدرات الذكاء الاصطناعي التدميرية، ومدى سهولة خداع الجمهور بمحتوى يصعب التحقق من صحته".
ويعدّ هذا العرض مؤشراً على التطور الكبير لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، ويطرح تساؤلات جديدة حول مستقبل الصحافة، ومصداقية المحتوى المرئي، خاصة في ظل قدرة هذه التكنولوجيا على محاكاة البشر بشكل متقن للغاية.