في واحدة من أبرز الاكتشافات الأثرية الحديثة، تمكّن علماء آثار في البيرو من العثور على مقبرة لامرأة تعود إلى أكثر من خمسة آلاف عام، وقد دُفنت بطريقة تُبرز مكانتها الاجتماعية، حيث عُثر على رفاتها محفوظاً بحالة مذهلة، حيث لا تزال تحتفظ بجِلدها وشَعرها وأظافرها.
ويقع الموقع الذي جرى فيه الاكتشاف في منطقة أسبيرو ضمن حضارة كارال، وهي أقدم مدينة معروفة في الأمريكتين، وكانت مزدهرة خلال ذات الحقبة التي شهدت نشوء الحضارات المصرية والصينية والسومرية، غير أنها كانت، بحسب الباحثين، تطوّرت بمعزل عن بقية تلك الحضارات.
ووصف الاختصاصي ديفيد بالومينو الاكتشاف بأنّه "مقبرة مهمة لامرأة ذات شأن رفيع"، موضحاً أن طريقة دفنها، إلى جانب بقاء ملامح الجسد محفوظة بهذا الشكل اللافت، تشير إلى مكانتها في مجتمعها. ويُقدَّر عمر المرأة عند وفاتها ما بين 20 و35 عاماً.
الأمر الذي يُضفي على المقبرة طابعاً مميزاً هو العباءة التي كانت تكسو الجثمان، والمصنوعة من ريش أزرق وبني يُرجَّح أن يكون لطائر "المقو" من منطقة الأمازون.
كما كانت المقبرة محاطة بسلال تحتوي على قرابين ومزهريات، ما يُعزز فرضية ارتباط المرأة بطبقة النخبة في تلك الحضارة.
وأشار بالومينو إلى أن الاكتشاف يحمل دلالات عميقة تتعلق بدور النساء في حضارة كارال، قائلاً: "الرجال لم يكونوا وحدهم من يشغلون أدواراً محورية، بل النساء أيضاً كنّ حاضرات بقوة في المشهد الاجتماعي والثقافي".
ورغم عدم التوصّل إلى تاريخ دقيق للدفن، إلا أن حضارة كارال تعود إلى نحو ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وتُعد من أقدم المجتمعات التي أسست حياة حضرية منظمة في الأمريكتين.