في مدينة إيلوليسات شمال غرينلاند، المعروفة بـ "عاصمة الجليد في العالم"، تحوّلت السياحة إلى مصدر انقسام داخلي حاد.
فبينما تجذب المضايق الجليدية المُدرجة على قائمة اليونسكو آلاف الزوّار كل صيف، يرى العمدة لارس إريك غابريلسن أن السكان باتوا منقسمين بسبب شركات الرحلات البحرية الكبرى التي تُقصي المشغّلين المحليين.
العمدة دعا إلى احتجاجات ضد السفن السياحية، ما أثار غضب وزيرة الأعمال ناعيا ناثانييلسن، التي اتهمته بخلط “السلطة بالنشاط السياسي”، مؤكدة أن هذا قد يرعب السيّاح. وأشارت إلى إلغاء عدة زيارات بالفعل، في حين تدرس شركات أخرى تجاوز المدينة تماماً.
ويتهم غابريلسن شركات مثل Greenland Cruises وVela Nordic، إضافة إلى Diskoline، بأنها تحصر التعاون بينها، ما يترك القوارب المحلية عاطلة في المرفأ. وقال:
"لا نعرف أنفسنا بعد الآن. لم نعد نُسلّم على بعضنا".
ورغم تمرير قانون لتنظيم السياحة بشكل مستدام، يشكّك العمدة في فعاليته، داعياً إلى إنشاء هيئة سياحية بإدارة البلديات والصناعة المحلية لتوزيع المهام والعوائد بعدالة أكبر.
من جانبها، عبّرت الرئيسة التنفيذية لـ Visit Greenland، آن نيفيكا غروديم، عن "قلق بالغ" تجاه الاحتجاجات، التي قالت إنها تُثير البلبلة وتُضعف التعاون في القطاع. أما كريستيان كيلدسن من اتحاد الأعمال، فأوضح أن الخلاف يتمحور حول تعريف "المحلّي"، مؤكداً أن الشركات "مسجّلة قانونياً" في غرينلاند.
ورغم محاولات Diskoline التهدئة عبر التأكيد على توظيفها لسكان محليين على مدار العام، فإن الانقسام في إيلوليسات يعكس أزمة أعمق حول هوية السياحة وملكيتها في بلد يسعى للاستقلال الاقتصادي عن الدنمارك.