هنا أنت على موعد مع يخوت تشق عباب المياه بالغة الزرقة لتفرز ما لديك من إدرينالين على وقع مغامرة مائية صاخبة، وملاعب غولف تستنفر مهاراتك، ورحلات سفاري في عمق الصحراء، في حين تحتويك بنهاية اليوم مطاعم تحفل بخيارات عالمية من الوجبات الشهية في أمسيات هادئة على ضوء الشموع.
وتعد تلك المشاهد مجرد ملامح من تجربة "خيالية" في مدينة "سهل حشيش" التي ما إن تخطو على أرضها خطواتك الأولى، حتى تقف مشدوها أمام مفردات الفخامة والأبهة التي تستقبلك منذ البداية عبر "بوابة فرعونية" تبدو كما لو كانت متحفا مفتوحا يرحب بك، ويبهرك بروعته نهارا وبأضوائه ليلا.
عشرات الأعمدة المزدانة بالنقوش البديعة تتراصّ على جانبي المدخل، قبل أن تتوالى التماثيل التي تبدو كأنما اصطفت مثل "حرس الشرف" لتكون في استقبالك أنت شخصيا، وكأنها تكافئك على اختيارك تلك الوجهة السياحية المصرية الملقبة بـ"ريفيرا" البحر الأحمر، والتي تقع على بعد 25 كيلومتر جنوب مدينة الغردقة.
تشكل "سهل حشيش" فرصة ذهبية للباحثين عن عطلة نادرة تتسم بالهدوء والبعد عن الازدحام أو الضجيج، فضلا عن الرفاهية، عبر الإقامة في القرى السياحية والمنتجعات، وكذلك الاسترخاء على الشواطىء الرملية الناعمة وأنت تطالع الموج الأزرق الهادىء، الذي يبدو كما لو كان يدعوك إلى مغامرة لا تُنسى عنوانها الرياضات المائية والغوص ورحلات السفاري.
ويقول منير ماجد، صاحب شركة تداول أوراق مالية، إن "المدينة أصبحت وجهته الأساسية في السنوات الأخيرة، حيث يأتي هنا في عطلتي الصيف والشتاء ليتحرر من ضغوط العمل بالقاهرة وسط طبيعة مذهلة وهدوء نادر".
ويضيف في تصريح خاص إلى "إرم نيوز": "أشعر هنا بأنني أنفصل عن كل شيء،وأحصل على هدنة ثمينة من حروب السوق وأريح أعصابي من عناء مهنة لا ترحم".
تشكل المدينة وجهة شهيرة للأثرياء وتعد أبرز عناوين "سياحة النخبة" في مصر وهو ما ينعكس على نوعية الأنشطة الترفيهية والخيارات المتاحة أمامك هنا، والتي يأتي في مقدمتها الانطلاق في رحلات بحرية ممتعة يمكنك أن تبدأ فيها من "مارينا اليخوت" منذ الضوء الأول لآشعة الشمس.
يذهلك حوض المارينا نفسه بمساحته الضخمة التي تمتد على أكثر من مليون متر مربع، حيث تبدو مئات اليخوت الأنيقة وكأنها طيور عملاقة بيضاء هبطت على المكان، لتأخذك في رحلة أسطورية ستبقى عالقة بذهنك ما دمت حيا.
أما إذا كنت تفضل رياضة المشاهير وهى الجولف، فتضمن لك "سهل حشيش" قضاء وقت ممتع عبر ملعبين تم تصميمها وفق أعلى المعايير العالمية، مع تنظيم مسابقات دولية تشهد مشاركة حماسية من سياح ينتمون لمختلف دول العالم.
لا يقتصر سحر سهل حشيش التي تمتد على مساحة 42 كيلومتر، بطول 12 كيلومتر، على ما فوق السطح حيث السهل المنبسط الذي يبدو وكأنه سجادة عملاقة من الرمال الذهبية تضم 14 فندقا ومنتجعا وقرية سياحية فاخرة.
تحت سطح الماء، يوجد عالم آخر مواز من الدهشة والإبهار، حيث تستقطب المدينة عشاق الغوص عبر سلسلة من مراكز تعليم الغطس المزودة بمدربين على درجة عالية من الكفاءة.
وإذا لم تكن من هواة الغوص أو تتجنب تعليم الغطس، لن تفوتك فرصة العمر في السباحة وسط تشكيلات مذهلة من الشُعب المرجانية والتماثيل والأعمدة الفرعونية المنتشرة، كمدينة أسطورية غارقة، على هيئة مستنسخات بارعة للحضارة المصرية القديمة.
كل ذلك يمكن أن تعيشه ببساطة من خلال غواصات آمنة وقوية مزودة بواجهات زجاجية تطالع من وراءها عالما فريدا.
وتقول روزيتا ميسوري، سائحة إيطالية: "كانت رؤية نماذج الحضارة المصرية في أعماق سهل حشيش الرغبة رقم 13 بالنسبة لي في قائمة تضم 20 رغبة أحلم بإنجازها قبل أن أكمل الأربعين من العمر".
وتضيف: "شعرت وأنا أطالع الأعماق عبر زجاج الغواصة أنني في حلم جميل لا أريد أن أستيقظ منه".
بينما يشكو الجميع في معظم بقاع العالم حاليا من موجات حر قياسية، ستفاجئك مدينة "سهل حشيش" بمناخ معتدل وطقس رائع على مدار العام قادر على ترويض حرارة أغسطس وخفضها بشكل مدهش.
تؤدي تلك المفاجأة السارة إلى انتعاش المطاعم، ولا سيما في وجبتي الغداء والعشاء، حيث ترشح لك تقييمات الزوار عدة مطاعم آسيوية أشهرها "سايجون" الذي أسسته سيدة فيتنامية، ويعد أشهر مطعم متخصص في الوجبات الكلاسيكية الآسيوية.
وتتسع أمامك قائمة الخيارات الأخرى إذا كنت تفضل الأكلات المصرية التقليدية مثل "الفتة" و"المكرونة بالشاميل" و"المحاشي" بأنواعها، لا سيما "محشي الكرنب" و"الكوارع" و"والأرز المعمر".