بيعت أكبر قطعة صخرية من كوكب المريخ وجدت على الأرض في مزاد دار سوذبيز مقابل 5,296 مليون دولار أمريكي لمشتري مجهول، متجاوزة التقديرات السابقة التي قدرت قيمتها بين 2 و4 ملايين دولار.
الصخرة النيزكية التي تُعرف باسم NWA-16788 تزن 24,67 كيلوغرام (54.39 رطل)، وهي أكبر بنسبة 70٪ من الرقم القياسي السابق الذي كان لصخرة تُدعى Taoudenni 002 وُجدت في مالي عام 2021.
وتشير دار سوذبيز إلى أن الصخرة في حالة ممتازة جداً، إذ لم تتعرض لتغيرات كبيرة بفعل العوامل الأرضية، ما يدل على أنها وصلت حديثاً نسبياً إلى صحراء الساحل في النيجر حيث تم اكتشافها عام 2023.
وتكوّنت الصخرة من تبريد بطيء للصهارة المريخية، وتتألف بشكل رئيس من معادن مثل البيروكسين، والماسكلينيت، والأوليفين، وهي خصائص نادرة تميز هذه العينة التي تمثل 5.4٪ فقط من نيازك المريخ المعروفة.
وتشير العلامات على الصخرة إلى أنها انطلقت نحو الأرض نتيجة تصادم كويكب قوي مع كوكب المريخ، حيث تشكلت مناطق زجاجية بفعل الضغط والحرارة الشديدة.
وعلى الرغم من القيمة المالية الهائلة، أثار بيع هذه الصخرة جدلاً في الأوساط العلمية. فالاختصاصي في علم الحفريات ستيف بروسات من جامعة إدنبرة أعرب عن قلقه قائلاً: "سيكون من المؤسف أن تختفي هذه القطعة في خزائن أحد الأثرياء، فهي تنتمي إلى المتاحف لتُدرس ويستمتع بها الجمهور".
خاصة مع "سرّية" هوية المشتري، الأمر الذي يُبقي مصير هذه الصخرة الثمينة مجهولاً حتى الآن.
وفي المقابل، أبدت العالمة جوليا كارترايت من جامعة ليستر رأياً مختلفاً، مشيرة إلى أن "المالك الجديد قد يكون مهتماً بالبحث العلمي، ما قد يسهم في إثراء المعرفة".