وصف خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، ما تردد مؤخراً بشأن نية هدم أو نقل دير سانت كاترين الذي تحتضنه مصر باعتباره أقدم أديرة العالم بأنها "محض شائعات مغرضة تستهدف تشويه جهود الدولة المصرية".
وأكد في تصريحات مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج الحكاية أن "هناك مخططاً متكاملاً لتنمية الدير ضمن مشروع (التجلي الأعظم) الذي يستهدف تحويل مدينة سانت كاترين وجبلها الذي شهد تجلي الله سبحانه وتعالى على سيدنا موسى إلى وجهة عالمية في السياحة الدينية".
وأضاف: "نحن نتكلم عن أرض ومبانٍ مقدسة لا يجوز مسها أو هدمها، ومسئوليتنا التاريخية والإنسانية الحفاظ على هذا التراث الإنساني الذي يخص البشرية جمعاء ويعد ملكاً للعالم كله".
وشدد على التزام الدولة المصرية بـ "حماية التراث العالمي"، لافتًا إلى أن "التطوير يتم بدعم من شركاء دوليين من بينهم منظمة اليونسكو، رغم محاولات أعداء النجاح التشويش على المشروع"، على حد تعبيره.
وكشف أن "ميزانية ضخمة رُصدت لتنفيذ المشروع بما يصل لنحو 16 مليار جنيه، بهدف تطوير المدينة بشكل كامل وتجهيزها لاستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم"، لافتاً إلى أن "الافتتاح الرسمي سوف يكون في منتصف أبريل المقبل وسيتضمن توثيقاً لرحلة النبي موسى عليه السلام مع بني إسرائيل".
دير سانت كاترين
ويقع دير سانت كاترين على جبل سيناء، وهو أحد أقدم الأديرة في العالم، ويُعرف باسم دير القديسة كاترين.
تم بناؤه بأمر من الإمبراطور البيزنطي "جستنيان الأول" لإيواء الرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء منذ القرن الرابع الميلادي.
ويشتمل الدير على هياكل متعددة أهمها كنيسة التجلي، والتي تضم في حد ذاتها 9 كنائس صغيرة، وأماكن لإقامة الرهبان، وقاعة طعام، ومعصرة زيتون، وصناديق عظام الموتى، ومسجد يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، فضلاً عن مكتبة تضم كتبًا نادرة وأكثر من 6000 مخطوطة، وقد تم تسجيل دير سانت كاترين على قائمة التراث العالمي عام 2002.
مشروع التجلي الأعظم
وتخطط مصر لإحياء مسار خروج "بني إسرائيل" في سيناء، بتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حسب تصريحات سابقة لرئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، والتي أعلن فيها أنه سيتم تنظيم رحلات سياحية إليه، وذلك فور الانتهاء من أعمال تطوير موقع "التجلي الأعظم" بمدينة سانت كاترين في جنوب سيناء.
وتولي الحكومة المصرية اهتماماً كبيراً بمشروع "التجلي الأعظم"، وتسابق الزمن للانتهاء منه تمهيداً لافتتاحه العام المقبل.
ووفق مدبولي فإن هذا المشروع يأتي في إطار مخططٍ عام لتطوير مدينة سانت كاترين ووضعها في مكانتها اللائقة، تعظيماً لما بها من مقومات سياحية متنوعة لجذب مزيد من حركة السياحة إليها، ولما تتمتع به من طابعٍ أثري وروحاني وديني وبيئي.