logo
منوعات

غضب الطفل.. متى تتحول نوبة عابرة إلى إنذار يحتاج تدخلًا؟

غضب الطفل.. متى تتحول نوبة عابرة إلى إنذار يحتاج تدخلًا؟
تعبيرية
10 يونيو 2025، 6:08 م

يتفق الاختصاصيون النفسيون على وجود نقطة تتجاوز فيها نوبات الغضب لدى الأطفال الحدود الطبيعية لتصبح بحاجة إلى تدخل خارجي.

وتُعد نوبات الغضب جزءاً طبيعياً من مراحل نمو الطفل، لكنّها قد تشكل تحديًا للآباء، خاصةً عندما يتحول الغضب إلى صراخ أو ضرب يستمر لأكثر من 20 دقيقة. بحسب تقرير نشرته صحيفة هافينغتون بوست.

إحدى الأمهات التي شاركت قصتها اعترفت بأنها صفعَت طفلها البالغ من العمر 6 سنوات بعد أن بدأ بضربها بشدة أثناء نوبة الغضب، وقالت: "كنتُ هادئة وأحاول تهدئته وأمسكه بين ذراعيّ حتى لا يضربني، لكنه بدأ يعضني. ثم هرب من بين ذراعيّ وانهال عليّ باللكمات، فشعرت بانفجار داخلي وصفعته على وجهه. أشعر بأنني أسوأ إنسانة على وجه الأرض".

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

كيف تتعامل مع نوبات الغضب لدى الأطفال؟

ردود الفعل على تجربتها كانت متعاطفة، واقترح الكثيرون طلب الدعم النفسي، خاصة بعد أن ذكر بعض الآباء حالات مشابهة تم تشخيصها بالتوحد وADHD.

وتوضح الاختصاصية هايدي سولوت، عضو جمعية الاستشارات النفسية البريطانية (BACP)، أن نوبات الغضب شائعة عند الأطفال بين عمر سنة وأربع سنوات، ويرجع ذلك إلى التطور العصبي الذي يمرون به وعدم قدرتهم على التعبير اللفظي عن مشاعرهم. وتضيف: "الأطفال الصغار يفتقرون إلى التحكم الذاتي، لذلك يشعرون بكل المشاعر، ولكن دون وجود ضوابط للتحكم في شدتها".

أما الاختصاصية أماندا ماكدونالد فتشير إلى أن الطفل الذي يعبر عن غضبه بالضرب أو العض أو الركل ليس "سيئًا"، بل هو يعاني من فقدان السيطرة على استجاباته العاطفية لمشكلة تزعجه.

أخبار ذات علاقة

dece5c44-71f4-41e0-a568-7fa0f895eec0

كيف توقف نوبة غضب طفلك على متن الطائرة؟

تستمر نوبات الغضب أحيانًا حتى مرحلة المراهقة، وهي ظاهرة طبيعية مرتبطة بقدرات الطفل على التنظيم الذاتي وشدة تفاعله العاطفي، بحسب سولوت.

وينصح الاختصاصيون بمراقبة محفزات النوبات مثل الجوع أو التعب أو الضيق النفسي، بالإضافة إلى ملاحظة تكرار النوبات ومدتها. فبعض الأطفال قد يعانون من إرهاق شديد بسبب روتين اليوم الدراسي الصارم أو الحساسية تجاه أقمشة الملابس الموحدة، ما يؤدي إلى تفاقم نوبات الغضب.

وحول الحاجة للتدخل، يؤكد مركز كليفلاند الطبي أن النوبات العنيفة التي تستمر لأكثر من 15 دقيقة قد تشير إلى مشاكل أعمق، وينصح الاختصاصيون باللجوء إلى تقييم نفسي عند استمرار هذه النوبات وتأثيرها على الطفل والأسرة.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

علامات تدل على أن طفلك لا يشعر بالأمان العاطفي معك

عندما يغضب الطفل، يكون جزء الدماغ المسؤول عن التفكير المنطقي "مطفأ"، لذلك من الأفضل على الأهل البقاء هادئين والاقتراب من الطفل بأمان إلى أن تهدأ العاصفة. وبعد ذلك، يُنصح بالحديث معه بلطف عما حدث والاستماع إلى مشاعره، لمساعدته على فهم وتفسير ما يمر به.

كما يشدد الاختصاصيون على أهمية تعليم الطفل التعبير عن مشاعره يوميا، من خلال مشاركة الأهل مشاعرهم معه، والحديث عن مشاعر الشخصيات في القصص والبرامج التلفزيونية، وهو ما يعزز وعي الطفل بمشاعره وكيفية التعامل معها.

وفي النهاية تنصح أماندا ماكدونالد الآباء بأن يكونوا لطفاء مع أنفسهم، فهم يواجهون تحديًا صعبًا، ويجب عليهم فهم أن الغضب ما هو إلا "قمة جبل الجليد"، تحتها أسباب عميقة تحتاج إلى صبر وتعاطف من الجميع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC