تسببت الشعبية والإقبال الكبيران في العالم على استهلاك شوكولاتة دبي، في تغييرات كبيرة وجذرية بقطاع الفستق، في غضون عام ونصف العام تقريباً من ظهور ذلك المنتج.
فقد بدأ مزارعون أمريكيون بالفعل في زراعة أشجار الفستق بدلاً من اللوز، وتوجّه صناع البقلاوة التركية الشهيرة إلى شوكولاتة دبي بدلاً من البقلاوة، ويبذل التجار جهوداً لتلبية الطلب العالمي على الفستق.
وظهرت شوكولاتة دبي عام 2021 من قبل شركة "فيكس" الإماراتية، بوصفها منتجاً جديداً يعتمد على مزيج من كريمة الفستق وشوكولاتة الحليب والكنافة (ألياف القمح).
لكن تلك الشوكولاتة حققت شعبية عالمية بعد مقطع فيديو عبر منصة "تيك توك" في ديسمبر/كانون الأول 2023، شاهده أكثر من 120 مليون شخص، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز".
ومنذ ذلك الحين، بدأ صناع الحلويات بإنتاج أصناف مقلدة من شوكولاتة دبي بالمكونات ذاتها، بسبب الطلب المرتفع في العديد من الدول، بالتزامن مع انتشار مقاطع فيديو للمستهلكين وهم يجرّبون المنتج.
وبعد أشهر من رواج شوكولاتة دبي، بدأت أرقام الصادرات والواردات من الفستق تتغير بشكل لافت، وسط زيادة كبيرة في الطلب تفوق العرض، مع ارتفاع في الأسعار ألقى بظلاله على كل المنتجات التي تعتمد على الفستق في صناعتها، ومنها البقلاوة.
ففي تركيا، تراجع الطلب على البقلاوة التركية الشهيرة والمفضلة للسكان والسياح على حدٍ سواء، بسبب ارتفاع أسعارها التي تأثرت بزيادة أسعار الفستق، الذي تُعدّ تركيا أحد المنتجين العالميين له.
ولجأ صناع البقلاوة التركية إلى البديل المضمون، وبدأوا بصناعة شوكولاتة دبي التي تُباع في محلات الحلويات والمتاجر بمختلف أنواعها، وبطلب كبير من الزبائن لمختلف الأحجام التي تلائم شرائح المستهلكين.
ودفع ذلك الطلب على شوكولاتة دبي، المسؤولين عن قطاعي التجارة والصناعة في تركيا، لتسهيل استيراد الفستق من سوريا المجاورة، لتلبية الطلب المرتفع وكبح زيادة الأسعار.
وفي إيران، ثاني أكبر منتج للفستق في العالم، صدّرت طهران 40% زيادة في صادراتها من الفستق إلى الإمارات خلال الأشهر الستة المنتهية في مارس/آذار 2025، مقارنةً بصادراتها خلال الاثني عشر شهراً السابقة، وفقاً لمكتب الجمارك الإيراني.
وقال بهروز آغا، عضو مجلس إدارة جمعية الفستق الإيرانية، إن هذا النقص يمثل انعكاساً حاداً عن عام 2023، عندما تجاوز العرض العالمي للفستق الطلب وتسبب في انخفاض الأسعار، وفق الصحيفة البريطانية.
ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن جايلز هاكينغ، من شركة تاجر المكسرات "سي جي هاكينغ"، أن "بسبب هذا الشغف، ارتفعت أسعار حبوب الفستق من 7.65 دولار للرطل قبل عام إلى نحو 10.30 دولار للرطل الآن"، مضيفًا أن "سوق الفستق تمر بحالة شح في الإمدادات حالياً".
وتزامن هذا الطلب المرتفع على الفستق مع حصاد مخيب للآمال العام الماضي في الولايات المتحدة، المُصدّر الرئيسي للفستق، ما تسبب بنقص عالمي أمام طلب التجار المورّدين لمنتجي شوكولاتة دبي.
كما تتزامن هذه التغييرات التي أحدثتها شوكولاتة دبي مع بدء بعض المزارعين في كاليفورنيا التحوّل من زراعة اللوز إلى الفستق الحلبي في السنوات الأخيرة، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار اللوز، لكن هذه الأشجار لن تبدأ بالإنتاج حتى موسم الحصاد المقبل في سبتمبر/أيلول.
ومن غير المعروف مدى قدرة الأشجار الجديدة على سد الطلب المرتفع على الفستق، والذي يدفع بعض المتاجر إلى تحديد عدد ألواح شوكولاتة دبي التي يمكن لكل زبون شراؤها، في عدد من الدول مثل بريطانيا.
ولا يقتصر تأثير شوكولاتة دبي على الطلب المرتفع للفستق، فمنتج الكاكاو الذي عانى من الأحوال الجوية القاسية والأمراض على المحاصيل، تزامن مع طلب مرتفع عليه، ما تسبب بزيادة أسعاره أيضاً.