برحيل الفنان حسن يوسف اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 90 عاما، تُطوى صفحة من تاريخ الفن المصري، تصدّر فيها الراحل مدرسة "السهل الممتنع" في الأداء التمثيلي، الممتزج بخفة ظل مصرية، وقدرة لافتة على النفاذ إلى القلوب بأقل عدد من المشاهد.
لم تخل الحياة المديدة للراحل من العديد من المفارقات منها اعتزاله الفن مرتين، الأولى كانت في الثمانينيات من القرن الماضي حين تأثر، فيما يبدو، بالأفكار السائدة آنذاك والتي كانت تجعل من الفن مناقضا للروحانيات ويصطدم بالأخلاق الحسنة.
وسرعان ما عاد يوسف إلى تقديم عدد من الأعمال ذات المضمون الجاد والتاريخي مثل مسلسلات "إمام الدعاة" ، "العارف بالله"، "الإمام النسائي"، "الإمام المراغي"، بعد تاريخ حافل من الأفلام التي قدمها في الستينيات وتراوحت بين القضايا الاجتماعية والوطنية من جانب، وبين الكوميديا الخفيفة والرومانسية من جانب آخر.
وأكد حسن يوسف مرارا أنه لم يتورط في "تحريم الفن" أو القول بـ "حرمانية التمثيل"، سواء هو أو زوجته الفنانة شمس البارودي، مشيرا إلى أنه سأل ذات مرة الداعية الشهير الإمام محمد متولي الشعراوي، عن كيفية الحكم على تجربته كممثل.
وأجابه الشعراوي بأن الفن عموما "مجرد قالب أو وعاء"، وبالتالي ليس جيدا أو سيئا في حد ذاته، وإنما العبرة بنوعية المحتوى الذي يحمله العمل الفني.
وكانت المرة الثانية التي اعتزل فيها حسن يوسف الفن منذ أكثر من عام، حين قرر الابتعاد عن الساحة نهائيا، بعد وفاة نجله عبد الله غرقا في الساحل الشمالي بمصر؛ مؤكدا أن الوجع الذي بداخله نتيجة فقدانه، يجعله غير قادر على تجسيد أدوار كما اعتاد أن يشاهده الجمهور.
وسبق أن اعترف يوسف بندمه على تقديم أعمال وصفها "بالركيكة" منها فيلم "ثورة البنات" مع الفنانة الراحلة نادية لطفي، إنتاج 1964، والذي يحكي قصة أرملة لديها ثلاث فتيات، تنصحهن عمتهن بالذهاب إلى الخاطبة للبحث عن عرسان لهن، فيرفضن هذا الأسلوب، ويؤسسن جمعية تدعو الى إعطاء المرأة حق اختيار شريك حياتها بدلاً من الرجل.
ولد حسن يوسف في 14 إبريل 1934، وشارك في عدد من الأفلام التي تعد من عيون السينما المصرية من بينها " الخطايا" مع عبد الحليم حافظ ، " في بيتنا رجل" مع عمر الشريف، " الباب المفتوح" مع فاتن حمامة، " أم العروسة" مع تحية كاريوكا، "أنا حرة" مع لبنى عبد العزيز.
كما قدم عدداً من المسلسلات هي الأشهر في تاريخ الدراما المصرية مثل "ليالي الحلمية" و "زينب والعرش" و"إمام الدعاة" و"محمد رسول الله" و" زهرة وأزواجها الخمسة".