تشارك سوريا في مساعٍ لإدراج "البشت" على قوائم التراث اللامادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعد أن غابت العباءة الرجالية الشهيرة عن المشهد العام طوال عقود.
وتساهم هذه الخطوة باستعادة مكانة "البشت" الذي يُعتبر موروثاً شعبياً تعرّض في فترات للإهمال، بسبب تغير أنماط الحياة، لا سيما الأجيال الشابة التي تميل إلى الملابس الغربية أكثر من التقليدية والتراثية.
ويُعد "البشت" من الأزياء التراثية الشائعة لدى العديد من المحافظات السورية، ومنها المنطقة الشرقية المتمثلة بالحسكة والرقة ودير الزور، إضافة إلى حلب ودرعا وإدلب وأرياف حمص وحماة.
ويحرص كثير من السوريين على ارتداء "البشت"، لا سيما في الأعياد والمناسبات الاجتماعية والاحتفالات، ويُعدونه رمزاً للأناقة والرفعة والتمسك بالتراث، ويستحق الاعتزاز والمحافظة عليه.
ويُصنع "البشت" السوري من أقمشة عالية الجودة، من الصوف أو الحرير أو الكتان، وبألوان مختلفة، ويتميز بتفاصيل دقيقة وتطريزات يدوية تزيد جاذبيته، وتصاميم عصرية تجمع بين الأصالة والحداثة تحاكي أذواق الجيل الجديد.
ويتصدّر "البشت" الذي كان يرتديه كبار الشخصيات ووجهاء القبائل العربية، محالاً وأسواقاً خاصة تلقى إقبالاً من السوريين على اختلاف أعمارهم، لما له من أهمية تاريخية وفخامة يضفيها على الثياب.
ودخل "البشت" خلال السنوات القليلة الماضية إلى الأزياء النسائية، بعد إدخال بعض التفاصيل إليه ليتناسب مع رغبة المرأة، ولقي إقبالاً من السيدات ومنهن شابات لفتهنّ هذا الزي لما له من جذور تاريخية وجمالية خاصة.
ويُعد ارتداء العروس "للبشت" فوق فستان الزفاف من العادات المتوارثة لدى العديد من العوائل السورية في مناطق مختلفة ما زالت تحرص على هذا التقليد.

وقدمت الدراما السورية التي تحظى بمتابعة في العالم العربي، وعُرفت من خلالها كثير من عادات وأزياء السوريين، "البشت" بشكل محدود، بجانب ربطه بحياة البدو فقط.
وتترقب سوريا إصدار نتائج إدراج "البشت الرجالي" على قوائم (اليونسكو) مطلع كانون الأول/ ديسمبر المقبل، خلال اجتماعات الدورة الـ 20 للجنة الحكومية لصون التراث اللامادي، والمقرر انعقادها في نيودلهي بالهند.