في زمنٍ تمتلئ فيه مواقع التواصل بنصائح متضاربة حول تربية الأطفال، برز مصطلح جديد يحمل طابعاً مرحًا وحقيقيًّا: النوع "C". أطلقته الأم لثلاثة أطفال تدعى "آشلي سورات" في فيديو ساخر على "تيك توك" حصد أكثر من 4 ملايين مشاهدة، ولاقى صدىً واسعاً بين الأمهات والآباء الذين وجدوا أنفسهم في هذا الأسلوب الهجين من التربية.
تقول سورات: "هي الأم التي تملك جدولاً دقيقًا للقيلولة، وصناديق مرتبة بعناية، لكنها لا تعرف أين وضعت بطاقتها البنكية!"، مشيرةً إلى أن أمّهات النوع "C" يجمعن بين انضباط النوع "A" ومرونة النوع "B". وشرحت سوارت بأسلوبها الطريف: "هي التي تملك مخططًا يوميًّا، ولكن أيضاً كومة جوارب منفردة بلا شريك!".
ويبدو أن هذا الأسلوب الواقعي يمثّل الكثيرين من الآباء والأمهات، ممن يوازنون بين الحفاظ على الهيكل والتنظيم من جهة، وترك مساحة للخطأ والفوضى المحبّبة من جهة أخرى.
تقول سورات: "أنتِ لستِ فاشلة، أنتِ فقط اخترتِ التركيز على ما هو مهمّ.. وترك ما لا يستحق العناء".
وتشرح اختصاصية العلاج الأسري شريل غروسكوبف لموقع Good Morning America هذا النمط قائلة: "الأمر لا يعني أنكِ تخلّيتِ عن المسؤولية، بل اخترتِ أن تخفّفي الضغط عن نفسك. منزلك قد لا يكون مرتبًا بالكامل، والعشاء ربما يكون مجمّدًا، لكن الأهم أنكِ ما زلتِ حاضرة ومتواصلة مع أطفالك".
وتضيف: "الهيكل يمنح الطفل الشعور بالأمان، بينما تمنحه المرونة العاطفية الإحساس بأنه محبوب حتى في لحظات الارتباك أو الخطأ. وعندما يرى الطفل هذا التوازن، يتعلّم أن العالم غير مثالي، ولكنه مكان آمن".
ويشير الخبراء إلى أن أسلوب النوع C ليس عشوائيًّا كما يبدو، بل واقعي وإنساني، ويمنح الطفل بيئة تعلّمه كيف يتكيّف ويشعر ويحب.. كما رآه من والديه.