عاد طالب سوري، ليكمل دراسته الجامعية، بعد 44 عامًا من الانقطاع عن كلية الشريعة في جامعة دمشق، عندما اضطر حينها لمغادرة البلاد.
وكشفت جامعة دمشق عن تفاصيل القصة الإنسانية المؤثرة، لا سيما صور البطاقة الجامعية للطالب محمد علي النجار، وأوراق جامعية ثبوتية أخرى احتفظ بها طوال العقود الماضية على أمل العودة والتخرج.
وكان النجار طالبًا في السنة الرابعة من كلية الشريعة، عندما غادر البلاد مضطرًا عام 1981 بالتزامن مع عملية عسكرية وملاحقات أمنية شنها النظام السابق ضد معارضين إسلاميين لحكمه.
ولكن الطالب الجامعي الذي كان في السنة الأخيرة بكليته حينها، احتفظ بحلم التخرج من الجامعة، قبل أن يقترب من التحقق بالفعل مع عودته لبلاده في الفترة القليلة الماضية.
وقالت جامعة دمشق إن النجار قدّم طلبًا رسميًا لاستئناف دراسته، وهو ما زال يحتفظ ببطاقته الجامعية التي تعود لعام 1977، وبآخر كشف علامات استخرجه قبل مغادرته ويعود لعام 1981.
وأضافت أن عميد كلية الشريعة في جامعة دمشق، الدكتور عماد الدين الرشيد، استقبل في مكتبه، الطالب النجار، واصفةً الموقف بالقول: "العودة بعد 44 سنة ليست مجرد دراسة، إنها وفاء لحلم، وارتباط لا ينكسر بالوطن".
وينحدر الطالب النجار من بلدة مارع التابعة لمحافظ حلب في شمال سوريا، وقد غزا الشيب شعره ولحيته بعد كل تلك السنين.
ووجد الطالب النجار متعاطفين كثرًا معه، كما تلقى سيلًا من عبارات الدعم والتشجيع على إصراره وتمسكه بحلم الحصول على إجازة جامعية بعد كل تلك السنين.
وقالت إحدى المدونات السوريات في تعليق على قصة النجار: "ما شاء الله، تحمست رح كفي دراسة"، وكتبت أخرى تدعى ليلى في سياق مشابه: "تُرفع لك القبعات"، بينما روى كثيرون تجاربهم الشخصية في العودة للدراسة والتخرج.
واضطر عدد كبير من طلاب المدارس والجامعات السورية لترك مقاعدهم منذ العام 2011 بسبب الظروف الأمنية والعسكرية والاقتصادية التي عاشتها البلاد، وبدأ بعض منهم بالفعل العودة لإكمال دراسته.