تواصل الأجهزة الأمنية المصرية جهودها المكثفة لكشف ملابسات الوفاة المأساوية لستة أطفال ووالدهم، في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، في حادثة أثارت حالة من الصدمة والحزن على نطاق واسع.
وكشفت تقارير مصلحة الطب الشرعي، الصادرة يوم الأحد، عن وجود مادة سامة تدخل في تركيب بعض المبيدات الحشرية ضمن العينات المأخوذة من أجساد الضحايا؛ ما عزز الشكوك حول تعرضهم للتسمم.
وبحسب مصادر أمنية، يُشتبه بأن مادة "كلورفينابير" (Chlorfenapyr)، وهي من المواد السامة المستخدمة في تركيب المبيدات، قد تسببت بالوفاة، مع ترجيحات بتناولها عن طريق الطعام أو الشراب، أو انتقالها عبر الجلد أو الاستنشاق.
وفي تعليقه، قال الدكتور مصطفى عبد الستار، نائب رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية في وزارة الزراعة، إن المبيد المسمى "وندر"، الذي يحتوي على مادة كلورفينابير، ليس من المواد المحظورة في مصر، بالإشارة إلى كونه مسجلًا ضمن المرجعيات العالمية المعتمدة، مثل وكالة حماية البيئة الأمريكية EPA، واليابان، وأستراليا، مؤكدًا أن بيع هذه المواد عبر الإنترنت يفتح الباب أمام احتمالات التلاعب والغش.
وأشار، في تصريحات للصحافة المحلية، إلى أن كل المبيدات، سواء كانت كيميائية أو طبيعية أو حيوية، تُعد مركبات خطرة بطبيعتها، وينطوي استخدامها بالضرورة على تأثيرات ضارة تمس الصحة أو البيئة، داعيًا إلى ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من التعرض لتأثيرها السام، بالتأكيد على أهمية الاستخدام الرشيد والمسؤول لتلك المركبات.
في المقابل، أفادت مصادر مسؤولة في وزارة الزراعة بأن المادة الفعّالة كلورفينابير محظورة في دول الاتحاد الأوروبي، لافتين النظر إلى أن أي مبيد يحتوي على هذه المادة يُمنع تداوله هُناك بشكل قاطع، مشددين على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة بحظرها في مصر؛ نظرًا لخطورتها الشديدة، لا سيما وأنه لا يوجد ترياق مضاد لها في حال التسمم بها.
