لا تزال فصول المأساة التي ألمّت بأسرة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا تتكشف وسط حالة من الغموض والحزن العارم، بعد وفاة ستة أطفال ووالدهم خلال أيام قليلة، جراء ما يُعتقد أنه تسمم غامض، في حين تبقى الأم وحدها الناجية والشاهدة على الفاجعة.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، وصلت والدة الأطفال إلى مقر الطب الشرعي خلال الساعات الماضية، لأخذ عينات منها ضمن إجراءات الفحص والتحقيق، عقب وفاة زوجها ناصر محمد علي يوم الجمعة، بعد أن لحق بأطفاله الستة، الذين قضوا تباعًا نتيجة أعراض يُرجح أنها ناتجة عن استنشاق مبيد حشري سام.
وأكدت مصادر أمنية أن الأم لا تزال تخضع للتحقيق والاستجواب لليوم الثالث على التوالي في مركز شرطة ملوي، في إطار محاولات مكثفة لفكّ لغز الواقعة التي هزّت الرأي العام وأثارت تساؤلات كثيرة.
وكانت الشبهات قد أثيرت سابقًا حول زوجة الأب، إلا أن التحريات أثبتت عدم تورطها، وتم إخلاء سبيلها بعد استجوابها، فيما يواصل فريق بحث جنائي رفيع المستوى تحقيقاته الموسعة، بما في ذلك استجواب عدد من المقربين من العائلة، وجمع المعلومات من أهالي المنطقة، أملاً في كشف غموض الحادثة.
وتفاقم الحزن بعد وفاة الأب، رغم الجهود الطبية المكثفة لإنقاذه، حيث نُقل من مستشفى المنيا إلى مستشفى أسيوط الجامعي، وخضع لسلسلة فحوصات وتحاليل دقيقة، أُرسلت عينات منها إلى معامل وزارة الصحة بالقاهرة، في محاولة لتحديد سبب الوفاة التي جاءت بعد فقدانه أطفاله.
وفي تطور مهم، أمرت النيابة العامة في 20 يوليو/تموز الجاري باستخراج جثامين ثلاثة من الأطفال الستة، الذين توفوا في بداية ظهور الأعراض وتم دفنهم دون تشريح أو عرض على النيابة، لإخضاعهم للفحص الشرعي، بهدف تحديد سبب الوفاة بدقة.
وفي وقت سابق، أصدرت وزارة الصحة والسكان بيانًا طمأنت فيه المواطنين، مؤكدة عدم وجود زيادة في معدلات الأمراض المعدية بمحافظة المنيا، وأن نتائج التحاليل المعملية لعينات الدم والبول والسائل النخاعي أكدت خلو الحالات من أي أمراض معدية، بما في ذلك التهاب السحايا الفيروسي أو البكتيري، مشددة على التزامها بأعلى درجات الشفافية والدقة في التعامل مع الواقعة.