يستحيل "وادي الحراش"، أكثر بقع العاصمة الجزائر تلوثًا، إلى مشروع ضخم على طول 18.2 كيلومتر، ضمن مخطط البلاد الممتد إلى 2029 لإعادة تأهيل وتحديث العاصمة.
ويستهدف المشروع تحويل "وادي الحراش" إلى مكان للاسترخاء والتنزه عبر المساحات الخضراء المقرر أن ترى النور، بداية العام 2024 كمرحلة أولى.
وتُظهر الضفاف الممتدة للوادي وجهًا جديدًا يتناقض حرفيًّا مع صورته السابقة المقترنة بـ"الروائح الكريهة". "هي ليست أكثر من ذكرى سيئة"، كما يقول حميد مقنين أحد سكان حي المحمدية، لـ"إرم نيوز" وهو سائق تاكسي في عقده السادس، مشيرًا إلى التحسن البيئي في المكان.
لكن "مقنين" نفسه ينتظر تنظيفًا أكبر للوادي، خاصة أن محطة براقي القريبة التي تعمل على معالجة مياه الصرف الصحي تقع على بعد 8 كيلومترات من المصب.
ويشير أحد المهندسين بقطاع الموارد المائية في الجزائر، لـ"إرم نيوز"، إلى أن تغيير الوضع بشكل حقيقي، يحتاج من السلطات معالجة المخلفات الصناعية لنحو 400 شركة منتشرة على طول الوادي، خاصة شركات القطاع الكيميائي، وصناعة الأغذية الزراعية.
وفي غياب التزام قانوني، تعتمد السلطات قبل كل شيء على الحوار من خلال تشجيع الشركات على تنصيب أجهزة ما قبل المعالجة.
وحاليًا، تقدم العمل بسرعة، إذ وصل المشروع إلى نسبة 80 % منه. وتمكّنت السلطات من بناء 6 ملاعب لكرة القدم، و3 ملاعب لكرة اليد، و3 ملاعب لكرة السلة، فضلاً عن 3 حمامات سباحة عند مصب الوادي، إضافة إلى هذه المعدات، تم إنشاء جسور للمشاة فوق المصب الذي تم تقليص حجمه.
في المقابل، أنشئ نظام للتحكم في المياه والإنذار بالفيضانات، كما يوضح مصدر مسؤول من بلدية الحراش، أن الاهتمام الأكبر في تطوير هذا الوادي كان يتعلق بإبعاد مخاطر الفيضانات التي استمرت منذ قرن من الزمن، موضحًا لـ"إرم نيوز"، أن الأعمال استطاعت توسيع قاع الوادي لتمرير 2500 متر مكعب من المياه.
أما الجديد فهو أن وادي الحراش، سيصبح صالحًا للملاحة بواسطة القوارب الصغيرة دون محركات، على مسافة 6 كلم، وستكون القوارب قادرة على العبور من مصب الوادي عند متنزه "الصابلات" للوصول إلى ضفاف مدخل المياه.
