قدم الفنان السوري عباس النوري أداء متميزا بشخصية "الخال رستم"ضمن أحداث المسلسل الدرامي الجديد "آسر".
وأظهر الفنان تحكما مُتقنا بالتعبير البصري واللغوي، متجاوزًا النمطية المعتادة في الأعمال المعربة، ومجسدًا الواقعية النابضة بالحياة في الشخصية التمثيلية، التي ترمز للعدالة في مجتمع تغيب عنه الأعراف والقوانين، تلك التيمة العالمية المأخوذة عن الرواية الفرنسية الشهيرة "الكونت دي مونت كريستو".
وتحدث الفنان عباس النوري في مقابلة خاصة مع "إرم نيوز" عن تجربته مع الدراما المعربة في "آسر"، وتحضيراته لشخصية "الخال رستم"، كما علق على قرارات نقابة الفنانين السوريين الأخيرة ومهام عمل المجلس الحالي.
حياة الفنان قائمة على التجارب والمحاولات، أحببت أن يجمعني التعاون مع الجهة الإنتاجية للعمل، التي حاولت بشتى الطرق تقريب الصورة المنظورة في الرواية الفرنسية الشهيرة "الكونت دي مونت كريستو"، المأخوذ عنها النسخة التركية "إيزيل" بين الممثلين العرب المشاركين في المسلسل ومخرج العمل التركي.
ولتقريب الرؤية إلى واقع حياتنا في المجتمعات العربية، كوننا نتوجه للمشاهد العربي وليس التركي، لكي يتلقى المشاهد العربي جرعة من المتعة تلامس واقعه الحياتي.
تعمدت ألا أشاهدها على الإطلاق، لأنني لم أرد وضع نفسي أنا وكل الممثلين في أي مجال للمقارنة مع النسخة التركية، يبدو أن الحظ كان حليفًا لمجموعة MBC في اختيارها لكل الممثلين بما يتوافق بين الشخصيات التمثيلية والعالم الدرامي على حد سواء.
الخال رستم جزء من ذاكرتنا الشعبية عمومًا في المجتمعات العربية، رجل يعيش مرحلة عمرية متقدمة، مرت عليه السنوات في خوض التجارب الحياتية التي أفاضت في داخله مخزونًا كبيرًا من الخبرات التراكمية، وباحث عن العدالة والحب في آن واحد.
لكنه يرى أن الحصول على حقه في مجتمع تغيب عنه العدالة والقوانين، لا بد أن يتخلله العنف في وقت ما، مناقضًا لإنسانيته، مرورًا بوقفة روحانية وعقلانية مع ذاته داخل السجن، وصولًا إلى اتخاذ قراره، أن يهب كل أمواله وممتلكاته إلى "آسر" لتحقيق العدالة دون الانتقام.
يكفي هذا المسلسل شرفًا أنه قدم صورة حقيقية عن حياة السوريين في القرى والضيع البعيدة عن المدينة، الذين كانوا تحت النار من جميع الجهات بين الأطراف المتنازعة، لقد شاهدنا حالة التناقض الإنسانية العميقة في العمل بين التفكك والتماسك الاجتماعي، والإصرار والعناد على الحياة مع الرفقاء في ظل الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه جميع أبطال القصة الدرامية.
لا يمكن أن ألقي بقناعاتي وسط هذا الضجيج الذي لا معنى له بالنسبة لي، لا يجوز مناقشة القرارات الحاسمة لنقابة الفنانين بشأن أعضائها في الإعلام، نظرًا لكونها معنية بحماية عمل الفنان، كونه واجهة إعلامية مثيرة للاهتمام، وعلى وجه الخصوص، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تجعل الأمور تتحول إلى مجرد اهتمام أرعن، لا قيمة له، حيث إن التداول المجاني وانتشار الشائعات والأقاويل التي يجب أن تستند إلى مصدر حقيقي وموثوق به فيما يخص الأخبار أو القرارات المعلنة.
كلمة الحق لها مواضعها ورجالها، لكن الفنان شاهد على عصره، يجب أن يكون شاهد ثقة وذا مصداقية بغض النظر عن الخلافات، نحن السوريين قوتنا في تنوعنا، أما من غير الطبيعي أن يكون هذا الاختلاف هو عنوان للاستثمار في إنتاج مزيد من الغباء والتخلف والتراجع عن بناء البلد.