زيلينسكي: مباحثات "غير سهلة" ولكن "مثمرة" مع الأمريكيين في برلين
على الرغم من التطورات الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، يظل الدماغ البشري متفوقًا في القدرة على نقل المهارات والتعلم بين مهام مختلفة، بحسب دراسة جديدة أجرتها جامعة برينستون.
ولإجراء الدراسة، لم يختبر الباحثون البشر مباشرة، بل اعتمدوا على قرود المكاك الريسوسي (Macaca mulatta)، القريبة بيولوجياً ووظيفياً من البشر.
وطُلب من هذه القرود التمييز بين أشكال وألوان مختلفة على شاشة، مع التركيز على اتجاهات محددة للإجابة، فيما استخدم الباحثون فحوصات الدماغ لرصد أنماط النشاط العصبي المشتركة بين المهام.
وأظهرت النتائج أن أدمغة القرود تستخدم مجموعات مختلفة من الخلايا العصبية، أو ما أطلق عليه الباحثون "وحدات بناء معرفية"، لكل مهمة، لكنها قادرة على إعادة استخدامها ودمجها في مهام جديدة، ما يمنح الدماغ مرونة عصبية تفوق قدرات الذكاء الاصطناعي الحالية.
ويقول عالم الأعصاب تيم بوشمان من جامعة برينستون: "يمكن لأحدث نماذج الذكاء الاصطناعي الوصول إلى أداء بشري أو متفوق في المهام الفردية، لكنها تواجه صعوبة في التعلم وتنفيذ مهام متعددة. الدماغ البشري مرن لأنه يعيد استخدام مكونات الإدراك في العديد من السياقات، ما يمكّنه من بناء مهام جديدة بسهولة".
وأظهرت الدراسة وفقا لمجلة "Nature"، أن وحدات البناء المعرفية تتركز في قشرة الفص الجبهي، المرتبطة بالوظائف المعرفية العليا مثل التخطيط وحل المشكلات واتخاذ القرار، وتلعب دوراً محورياً في المرونة المعرفية.
كما لوحظ أن نشاط بعض هذه الوحدات ينخفض عندما لا تكون مطلوبة، ما يشير إلى قدرة الدماغ على تخزين الموارد العصبية غير الضرورية مؤقتاً للتركيز على المهمة الحالية.
وأوضح بوشمان أن الدماغ ينظم مخرجات الخلايا العصبية بطريقة تشبه وظائف البرمجة، حيث يمكن لمجموعة من الخلايا التمييز بين الألوان وربط مخرجاتها بمهمة أخرى، ما يسمح بتنفيذ المهام بشكل متتابع وفعال.
ويشير الباحثون إلى أن نتائج الدراسة قد تساعد في تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر مرونة وتكيفاً، بالإضافة إلى تطوير علاجات للاضطرابات العصبية والنفسية التي يعاني فيها الأفراد من صعوبة تطبيق مهاراتهم في بيئات جديدة.
وتبرز هذه النتائج قدرة الدماغ على تجاوز ما يُعرف بالنسيان الكارثي في الذكاء الاصطناعي، وهي ظاهرة تجعل الشبكات العصبية تفقد القدرة على أداء المهام السابقة عند تعلم مهام جديدة، بينما يظل الدماغ البشري قادراً على تطبيق المعرفة من مهمة إلى أخرى بكفاءة عالية.