تصدّر بكاء المغنية وصانعة المحتوى السورية بيسان إسماعيل، أحاديث الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن روت بالدموع تفاصيل صادمة وقاسية عن رحلتها وعائلتها للخروج من سوريا وقت أزمة الحرب، وأكدت اضطرارهم جميعًا إلى المغادرة عبر ما يسمى بـ"قوارب الموت" المتجهة إلى تركيا في البحر الأبيض المتوسط.
وقالت بيسان، خلال حلولها ضيفة في برنامج "الفصول الأربعة" مع الإعلامي اللبناني علي ياسين، إنها عاشت تفاصيل مروعة مع أسرتها، بالإشارة إلى فقدان والدها الذي لم يتمكنوا من الوصول إلى جثته، مؤكدة أنها أصيبت بعدها بفوبيا من الفقد، ما زاد خوفها على والدتها في رحلة بحثها عن جثة والدها المفقودة، وفق تعبيرها.
وأوضحت بيسان أن قرار خروج عائلتها من سوريا في ذلك الوقت، لم يكن سهلًا على الإطلاق، مشيرة إلى أن والدتها اتخذته بعد دراسة طويلة، مضيفة بالقول "إنها لا تعرف كيف تحلت والدتها بهذه الشجاعة غير العادية".
وتابعت قائلة: "لقد بعنا منزلنا في سوريا لتأمين رحلة لجوء آمنة إلى تركيا، كما استقالت والدتي من عملها، وأنهينا كل شيء هناك، ومع أن والدتي دفعت أموالًا طائلة لتوفير قارب أكثر أمانًا، إلا أننا فوجئنا بأن القارب يقل قرابة 40 شخصًا، وهو ما خالف الاتفاق، لكننا اضطررنا إلى قبول الأمر لأنه لم تكن هناك أي خيارات أخرى".
وذكرت بيسان أنها كانت تبلغ من العمر 12 عامًا في وقت مغادرتها وعائلتها سوريا، وشقيقها كان في التاسعة من عمره، لافتة النظر إلى أن رحلة الخروج من سوريا كانت مرعبة، بالنظر إلى السير ليلة كاملة للوصول إلى نقطة محددة في الجبل، وأكدت أن القارب الذي أقلهم للخروج من سوريا لم يكن له قائد إلى حين تبرع شاب مجهول لقيادته لما يقارب ساعتين حتى وصلوا إلى وجهتهم بسلام.
وشددت المغنية السورية على أنها لم تنسَ حتى الآن أصوات صرخات الأطفال وحالة الرعب في البحر، قائلة إن بعضهم حاول كسر حدة وهول الموقف بغناء أغنية "عندك بحرية" للراحل وديع الصافي، ما دفع الجميع لمشاركة الغناء والهدوء نسبيًا، على حد قولها.