logo
منوعات

هل تستغل الألعاب الإلكترونية الأطفال في الترويج لأفكار سياسية وجنسية؟

لعبة فورتنايتالمصدر: موقع فورتنايت

تشهد مصر، كغيرها من دول العالم، تناميًا ملحوظًا في استخدام الأطفال للألعاب الإلكترونية مثل "روبلوكس" و"بابجي" و"فورتنايت"، التي باتت تُشكّل خطرًا جسيمًا على سلامتهم النفسية والجسدية.

أفكار وشعارات سياسية وجنسية

أكد خبراء تقنيون ونفسيون أن ثمة مخاطر عدة تكمن في هذه الألعاب الإلكترونية، لا سيما استغلال الأطفال في الترويج لأفكار وشعارات سياسية وجنسية، إضافة إلى خاصية المحادثات المباشرة التي تتيح لهم التواصل مع بالغين دون رقابة، مما يجعلهم عرضة للاستغلال غير الآمن بطريقة غير مباشرة.

وحذّر الخبراء من خطورة استغلال بعض الألعاب للأطفال في غرس مفاهيم تتعلق بالمثلية الجنسية تحت غطاء "تقبّل الآخر"، وهو ما يُهدد البناء النفسي والثقافي للأطفال.

أخبار ذات علاقة

بعد تحديث "السجود لصنم".. الأزهر يحذر من لعبة بابجي

إدمان وانتحار

بحسب تقارير إعلامية، لم تتوقف المخاطر عند البُعد الفكري، بل امتدت إلى الجانب النفسي، فقد سُجّلت حالات انتحار مؤلمة لأطفال في مصر ودول أخرى نتيجة حرمانهم من هذه الألعاب من قِبل أسرهم، ما يدل على وصولهم إلى مراحل متقدمة من الإدمان. كما وثّقت الولايات المتحدة جرائم قتل ارتكبها مستخدمون لهذه الألعاب، ما يعكس فداحة الأثر السلوكي المترتب على غياب الرقابة القانونية والأسرية معًا.

ثلاثة مليارات ونصف المليار مستخدم

وفق تقرير سابق لموقع Cyberpost، يبلغ متوسط أعمار مستخدمي الألعاب الإلكترونية حول العالم 32 عامًا، بينما يُقدّر عددهم عالميًا بنحو 3.5 مليار مستخدم، بنسبة تجاوزت 40% من سكان العالم. هذا الانتشار الواسع يعزز الحاجة إلى دور فعّال للرقابة من جانب الأسر والسلطات المعنية في مصر، لوضع ضوابط صارمة على هذه المنصات، بالتوازي مع حملات توعية إعلامية وأسرية لحماية الأطفال من التهديدات المتنامية.

حرب العقول

في هذا السياق، حذّرت الدكتورة نيفين حسني، استشاري علم النفس الرقمي وعضو الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوجيا المعلومات، من التأثيرات السلبية المتزايدة للألعاب الإلكترونية، خاصة "روبلوكس" و"فورتنايت" و"بابجي". وأكدت أن هذه الألعاب تستنزف الأطفال وأولياء أمورهم نفسيًا وماديًا عبر تحفيز الشراء المتكرر داخل اللعبة، مما يؤدي إلى الإدمان الرقمي.

أخبار ذات علاقة

السجن 7 سنوات لطالب قتل معلمته بسبب لعبة "بابجي"‎

وقالت حسني، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن هذا الإدمان يؤثر سلبًا في التركيز والذاكرة قصيرة الأمد لدى الأطفال، ويسبب اضطرابات في النوم، إضافة إلى تغيرات سلوكية خطيرة. وأرجعت تنامي أعداد المستخدمين في مصر إلى غياب الرقابة الأسرية، إذ يُسمح للأطفال باستخدام الهواتف الذكية دون قيود منذ سن مبكرة، ما يجعلهم عرضة للتأثيرات الخفية داخل هذه الألعاب.

كما نبّهت إلى خطورة المحتوى الذي بدأ يظهر أخيرًا في "روبلوكس"، إذ يتضمن ترويجًا غير مباشر للعري والمثلية الجنسية والعنف، مؤكدة أن هذه العناصر تُزرع في عقول الأطفال على نحو ممنهج، أشبه بـ"غسيل دماغ ناعم"، ضمن ما وصفته بـ"حرب العقول" الحديثة.

وعبّرت حسني عن رفضها اللجوء إلى سياسات الحظر والمنع، مؤكدة أن ذلك غير مُجدٍ، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية نتيجة وجود أدوات تجاوز الحجب واستمرار تشغيل الألعاب رغم الحظر. وشددت على أن الحل يكمن في الرقابة الأسرية المنظمة والواعية، عبر تحديد أوقات استخدام الأجهزة وفرض قيود واضحة على نوعية المحتوى.

تسلية بريئة ومحتوى ضار

من جانبه، أكد المهندس زياد عبد التواب، خبير الذكاء الاصطناعي وعضو المجلس الأعلى للثقافة، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن خطورة "روبلوكس" والألعاب الإلكترونية المماثلة تتجاوز كونها مجرد ألعاب للأطفال، مشيرًا إلى أن مطوريها يستغلون شهر يونيو/حزيران من كل عام، المعروف في الغرب بـ"شهر تقبّل الآخر"، لبث رسائل متكررة تطبع الأطفال على تقبّل المثلية الجنسية عبر الشعارات والإعلانات داخل اللعبة، إضافة إلى الترويج لأفكار سياسية وجنسية بشكل غير مباشر.

أخبار ذات علاقة

انتحار شاب عراقي بسبب لعبة "بابجي"

وأضاف أن المخاطر لا تتوقف عند هذا الحد، بل تشمل خاصيات الدردشة الصوتية والنصية التي تُستخدم أحيانًا للترويج لمحتوى ضار، أو حتى للتحرش الجنسي والابتزاز. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من مستخدمي هذه الألعاب في مصر تتجاوز أعمارهم 30 عامًا، ما يضاعف من خطورة التفاعل بين فئات عمرية مختلفة.

واختتم عبد التواب بالتأكيد على أن الألعاب الإلكترونية لم تعد مجرد تسلية بريئة، بل أصبحت أداة لتشكيل الوعي وتوجيه السلوك، مما يتطلب يقظة مجتمعية شاملة تبدأ من داخل الأسرة، مرورًا بالمدرسة، وانتهاءً بالمنظومة الثقافية والإعلامية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC