أثارت شائعات عن هروب مريض مصاب بالحمى النزفية المعدية في إحدى المدن العراقية، مخاوف السكان قبل أن تصدر السلطات المحلية بيانًا توضيحيًّا بالنفي.
وسرت شائعات تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي بأن مصابًا بالحمى النزفية في مستشفى المقدادية الحكومي في محافظة ديالى، هرب من المستشفى بالتزامن مع سعي السلطات الصحية السيطرة على المرض في البلاد.
وأصدرت دائرة صحة ديالى، بيانًا طمأنت فيه السكان، وقالت إنها تنفي هروب أحد المصابين بالحمى النزفية.
وأوضح البيان، أن "المريض كان مشتبهًا فيه وقد أجرت له الكوادر الصحية في مستشفى المقدادية العام الفحوصات الخاصة بالحمى النزفية وتبين أنه سليم من المرض".
وأضاف البيان الحكومي، أن "الوضع في قضاء المقدادية تحت السيطرة ولا داعي للقلق والخوف".
وتسبب أحدث تفشٍّ بمرض الحمى النزفية في العراق، بتسجيل 26 إصابة، وأربع وفيات منذ مطلع العام الجاري وفق بيان رسمي لوزارة الصحة العراقية.
وبين الوفيات ممرض كان يعالج أحد المصابين بالحمى، وأصيب بالعدوى فيما يبدو، ليفارق الحياة سريعًا بعد تشخيص إصابته بالحمى النزفية.
واتخذت السلطات العراقية، مجموعة إجراءات للسيطرة على المرض، وبينها تقييد نقل الحيوانات بين المحافظات وتعزيز الإجراءات الوقائية الصحية والبيئة في مراكز ذبح الحيوانات.
يشير مصطلح الحمى النزفية إلى مجموعة من الأمراض الفيروسية الخطيرة التي تتشابه في خصائص وبائية رئيسة، أبرزها سرعة الانتقال، وغياب العلاج النوعي، وارتفاع معدلات الوفاة في كثير من الحالات.
والحمّى النزفية تصنيف طبي يشمل عدّة أمراضٍ تسببها فيروسات تنتمي إلى أربع عائلات رئيسة، وتضم هذه المجموعة أمراضًا مثل: حمى الإيبولا، حمى القرم–الكونغو النزفية، حمى الضنك، الحمى الصفراء، وحمى لاسّا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ولكل منها بيئة جغرافية وناقِل حيواني أو حشري خاص به، غير أن القاسم المشترك هو تسببها في التهاباتٍ حادة قد تؤدي إلى نزيفٍ داخلي وخارجي وتهدد الحياة، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وتقول جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، إن أعراض هذه الأمراض تبدأ عادةً بارتفاعٍ في درجة الحرارة، وآلام في المفاصل والعضلات، وصداع شديد، لكنها قد تتطوّر سريعًا إلى نزيف من الأغشية المخاطية أو تحت الجلد أو من الأعضاء الداخلية، وقد يصاحبها هبوطٌ في ضغط الدم أو فشلٌ في أجهزة الجسم.
وفي الحالات الحادة، قد تؤدي إلى الوفاة خلال أيامٍ معدودة من ظهور الأعراض، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية في مناطقَ واسعة، ففي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، مثل: العراق وتركيا وإيران تنتشر حمى "القرم–الكونغو النزفية"، أما حمى الضنك فتسجَّل بأعدادٍ كبيرة في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
وشهد العراق في عام 2023 أكبر تفشٍّ لحمى "القرم–الكونغو النزفية"، مع تسجيل أكثر من 229 إصابةً مؤكدة و36 وفاة، وفق بيانات وزارة الصحة العراقية.
