يعد الأديب صُنع الله إبراهيم أحد أبرز الأسماء على الساحة الثقافية في الوقت الراهن، مصرياً وعربياً، نظراً لعطائه الغزير والمتميز في فن الرواية على مدار 60 عاماً منذ انطلاقته في حقبة الستينيات من القرن الماضي.
من هنا جاءت حالة القلق التي عمّت مختلف منصات التواصل الاجتماعي إثر التدهور الحاد الذي شهدته حالته الصحية، مؤخراً، بعد تعرضه لنزيف حاد في المعدة، وكسر في الحوض يستلزم تركيب مفصل، مع مناشدات متوالية من المثقفين والمفكرين بسرعة التدخل لإنقاذه.
وعلى الفور قام وزير الثقافة المصري د.أحمد هنو بزيارة الأديب البارز في مستشتفى "معهد ناصر"، للاطمئنان على حالته الصحية، مؤكداً وقوف وزارته إلى جواره.
ووصف الوزير صنع الله بـ "أحد الرموز البارزة التي أثرت في وجدان الأجيال، وصاحب إسهامات لافتة أثرت المكتبة العربية".
واشتهر صنع الله إبراهيم المولود، العام 1937، بالطابع السياسي لرواياته التي تهتم كذلك بالتحليل الاجتماعي والاقتصادي للسلوك الإنساني في المجتمع المصري والعربي بشكل عام، من منظور نقدي مع مسحة من السخرية.
ورغم شهرته الكبيرة، إلا أنه اختار حياة العزلة، والبعد عن الأضواء في مقر سكني متواضع على أطراف القاهرة، ولم يستفد من المزايا التي كان من الممكن أن يحصل عليها بسبب صيته الذائع.
ومن أبرز رواياته: " بيروت بيروت" التي تتناول الحرب الأهلية اللبنانية، "نجمة أغسطس"، " اللجنة"، " شرف" ، "الجليد"، كما تحولت روايته "ذات" إلى مسلسل بعنوان "حكاية بنت اسمها ذات"، لعبت بطولته نيللي كريم، وباسم سمرة.
ومن الوقائع الشهيرة في مسيرته اعتذاره عن قبول جائزة "الرواية العربية"، العام 2003، والمقدمة، آنذاك، من المجلس الأعلى للثقافة في مصر، إلا أنه ظل موضع احترام الجميع بما في ذلك الجهات الرسمية الثقافية، نظراً لزهده وحياته التي تشبه النُّساك، دون مزايدة أو صخب.
وروى صنع الله، ذات مرة، سبب تسميته بهذا الاسم غير المألوف، حيث أشار إلى أن أباه كان متردداً في اختيار اسم لابنه ففتح المصحف لتقع عيناه تلقائياً على سورة "النمل" وتحديداً الآية الكريمة "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ"، فأطلق عليه اسم "صنع الله".