حقق المسلسل المغربي "على غفلة" نجاحا لافتا لم يكن يتوقعه كثيرون لعدة أسباب منها عدم عرض العمل ضمن موسم شهر رمضان باعتباره الأكثر ضمانا للمشاهدة الجماهيرية والتي حققها العمل في موسم "أوف سيزون"، حين عُرض مؤخرا في توقيت غير مألوف لمتابعي الدراما المغربية.
ويتكون المسلسل من 30 حلقة، مدة كل واحدة منها 52 دقيقة، و كان من المنتظر أن يُعرض عبر القناة الأولى بالتلفزيون المغربي خلال الموسم الرمضاني الماضي، وهو من بطولة كمال الكاظيمي، مريم الزعيمي، سلوى زرهان، أسامة البسطاوي، مونية المكيمل، مراد الزاوي، ومن إخراج هشام الجباري.
ومن الشروط التجارية الأخرى التي تحداها العمل هى الحبكة الدرامية الخفيفة التي تقوم على الكوميديا والرقص والغناء مع إقحام أكبر كم من التعليقات الساخرة و"الإفيهات" حتى لو كانت مفتعلة بهدف إضحاك الجمهور.
كذلك لم يلجأ العمل إلى استضافة عدد من مشاهير مواقع التواصل والمؤثرين المغاربة بدعوى تحقيق مشاهدات عالية وضمان أن يلتف جمهور الشباب حول المسلسل، حتى لو كان وجود هؤلاء المؤثرين يفتقر إلى المبرر الدرامي ضمن الأحداث.
ويتناول"على غفلة" تضحيات المرأة، وما تواجهه من صعوبات في زحام الحياة، بسبب "العقلية الذكورية"، حيث تدور الأحداث حول طالبة طب تُدعى "فرح" تضحي بمسارها الأكاديمي للوقوف بجانب إخوتها إثر تعرضهم لأزمة بسبب والدتهم، إذ تضطر للتعايش مع نمط جديد من الحياة وظروف أخرى مغايرة عن حياتها في السابق.
تواجه الطالبة صدمة توجيه تهمة القتل العمد إلى والدتها، على نحو يبرز قوة المرأة المغربية في مواجهة كارثة تعصف باستقرار عائلتها وكيف تتسم بالثبات الانفعالي رغم هول الموقف، على نحو يجعلها متماسكة وقوية، حتى لو كانت هشة على المستوى الإنساني من الداخل.
وتواجه "فرح" كذلك المشاكل والعقبات الكبيرة التي تقف في طريقها تباعا، وتجعلها رهينة الاختيار بين حياتها الخاصة ومستقبلها من ناحية، وبين عائلتها من ناحية أخرى.
وتكمن أهمية المسلسل أنه نجح في الجمع بين القيمة الفنية عبر طرح " مضمون جاد" وقضايا حقيقية تخص المجتمع والنساء، مع نجاح جماهيري يثبت أن المتلقي لا يعزف عن القضايا الجادة، شرط أن تقدم في قالب درامي يتسم بالجاذبية والإمتاع.