على سفح جبل قاسيون فوق حي ركن الدين بدمشق، يتربع حي الشيخ خالد، إحدى أكثر المناطق وعورة وصعوبة على الحافلات والمشاة، حيث يشكّل الوصول إليه تحديًا يوميًّا للسكان.
ويتميز الحي الذي لا يمكن بلوغ كثير من أجزائه بالسيارات بسبب الانحدارات الشديدة والأدراج الطويلة، بإطلالات خلابة تكشف كامل مدينة دمشق؛ ما يدفع السكان إلى تصميم منازلهم بشرفات واسعة تمنحهم مشهدًا ساحرًا للعاصمة، خاصة في الليل.

كما يشتهر بمقام الأربعين ومغارة "الشهقة"، التي يقال إن قابيل قتل فيها هابيل، ما يجعله مقصدًا سياحيًّا بارزًا.

ورغم هذا الجمال، يواجه الحي مخاطر طبيعية متكررة؛ أبرزها السيول الجارفة في الشتاء نتيجة الأمطار المتدفقة من قمة الجبل، إضافة إلى الانهيارات الصخرية والكهوف الجبلية التي تهدد أساسات المنازل، معظمها مبني على شكل عشوائي.
وللتغلب على هذه التحديات، يلجأ السكان إلى تدعيم بيوتهم بقضبان حديدية بدل أعمدة الأسمنت، نظرًا لصعوبة الحفر في صخور الجبل.
وتتسم الحياة اليومية في الحي بالقسوة، إذ يضطر السكان إلى صعود ونزول الأدراج المنحدرة باستمرار، وهو ما يصفونه بنكتة طريفة بأنه "أفضل تمرين للياقة وصحة القلب".

أما العلاقات الاجتماعية، فهي متينة بحكم طبيعة المنطقة، حيث نادرًا ما يضطر الأهالي للنزول إلى المدينة، فالمحلات داخل الحي توفر معظم احتياجاتهم.

ورغم المخاطر، يتمسّك السكان ببيوتهم، معتبرين أن الهواء العليل والإطلالة الفريدة على دمشق تعوّض عن كل الصعوبات.