قصف مدفعي من آليات إسرائيلية شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
تصادف هذه الأيام ذكرى رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ عام 2006 عن عمر ناهز 94 عاما، بعد أن ترك إرثاً أدبياً جعل الرواية العربية حديث الجميع حول العالم حين تُوج بجائزة نوبل للآداب 1988.
ولكن الإرث "المحفوظي" لا يقتصر فقط على النصوص الإبداعية المدهشة على مدار 70 عاما، بل يمتد إلى مواقف إنسانية "مذهلة" تؤكد أن الرجل كان استثنائيا في حياته الشخصية، كما كان في حياته الأدبية.
من تلك المواقف التي تداولها مقربون منه وشهود عيان بمناسبة ذكرى رحيله، قيام أحد الأشخاص بتتبع محفوظ في سهراته الأسبوعية التي كان يقضيها بصحبة أصدقائه في عدد من الفنادق الكبرى والكازينوهات النيلية.
وبحسب ما رواه الناشط الثقافي والروائي المصري حسن عبد الموجود عبر صفحته في موقع "فيسبوك"، كان الشخص يجمع أصدقاءه وأفراد عائلته ويذهب إلى المكان السياحي الذي يجلس فيه محفوظ ويطلب عشاءً فاخراً، باهظ التكلفة، دون أن ينسى "الحلو" أو المشروبات.
وبمنتهى الثقة والاحترافية، يطلب النادل بعد انتهاء العشاء ويبلغه بنبرة مهذبة، لكن حاسمة، لا تعرف التردد، أن يضيف فاتورة العشاء إلى فاتورة الأستاذ نجيب محفوظ، مدّعيا أنه قريبه وأن هذه هي أوامر الأستاذ.
تكرر الأمر، مرة كل أسبوع، مرات عديدة حتى بدأت الشكوك تساور إدارة المكان، فقررت لأول مرة أن تخبر أديب نوبل بما يحدث.
وهنا كانت المفاجأة، فالرجل محتال وأصدقاؤه وأقاربه وعائلته محتالون ويعرفون خفايا العملية ويساهمون في هذا التصرف القائم على النصب والخداع بمنتهى "الحماس" والجدية.
لكن ما كان مذهلا للجميع هو رد فعل محفوظ نفسه، فقد طلب بكل حسم وصرامة أن تستمر إدارة المكان في منح المحتالين عشاءهم الفاخر بانتظام، مشددا على ألا تخبر الإدارة نهائيا هؤلاء المحتالين بأنه عرف بالأمر "حرصا على مشاعرهم"، على حد تعبيره.
هنا أصيب الجميع بالذهول، لكنهم امتثلوا لأوامر رجل أثبت أنه بلغ حدا مدهشا واستثنائيا من التسامح والعطف على الآخرين.