تنقسم في مصر الأذواق والميول ضمن عدد من الثنائيات المتناقضة، فهناك من يشجع فريق الزمالك وهناك من يشجع الأهلي، والبعض يمجد أم كلثوم بينما البعض الآخر ينحاز لفيروز.
لكن الثنائية الأغرب والأكثر إثارة تتمثل في الانقسام الحاد تجاه الطقس والأحوال الجوية، فتنحاز فئة إلى الشتاء برومانسيته وهدوئه وموسيقاه، فيما يعشق الآخرون الصيف بأجواءه الصاخبة وملابسه الخفيفة وسهراته الممتده حتى ساعة متأخرة من الليل.
وكثيرًا ما تنشب سجالات قوية بين الطرفين عبر منصات التواصل الاجتماعي لا تخلو من المشاكسات والمداعبات حول أيّ الفصلين أجمل، وما سلبيات وإيجابيات كل منهما.
وبينما استعدت العائلات المصرية فعليًّا لمقدم الصيف وتم حزم ملابس الشتاء بأكملها وإخراج الملابس الخفيفة والقمصان ذات الأكمام القصيرة، شهد أمس السبت عودة قوية ومفاجئة لأجواء الشتاء عبر انخفاض حاد في درجات الحرارة وهطول مكثف للأمطار بلغ حد السيول أحيانًا.
وشهد الطريق بين محافظتي الغربية وكفر الشيخ أمطارًا مفاجئة وغزيرة أربكت الحركة المرورية، حيث تداول المواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق الأمطار وهي تهطل بكثافة، في مشهد لم يكن متوقعًا في هذا التوقيت من العام، خاصة بعد فترة من الاستقرار النسبي.
وفي محافظة دمياط، تحولت الأمطار الغزيرة إلى سيول مفاجِئة اجتاحت الشوارع؛ ما دفع السكان إلى الاستعانة بوسائل بدائية لتصريف المياه، وسط دهشة من هذا المشهد النادر في موسم الصيف.
ومن جانبها، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية بيانًا أعلنت فيه أن مصر تمر حاليًًّا بتغير مفاجئ في حالة الطقس يستمر لمدة 48 ساعة، كما يأتي مصحوبًا برياح محملة بالأتربة وعواصف ترابية أثرت سلبًا على الرؤية وجودة الهواء.