في عصر المنصات الرقمية، أصبح الأطفال والمراهقون يتعرضون يوميًا لكمٍّ هائل من المحتوى المرئي على وسائل التواصل الاجتماعي. وبينما توفّر هذه المنصات فرصًا للتعلّم، فإنها في المقابل تساهم بشكل متزايد في تشكيل سلوكياتهم وقيمهم وحتى طريقة تعبيرهم عن أنفسهم، لا سيما فيما يتعلق بالملابس والمظهر الخارجي.
وفي فترة المراهقة، يسعى الأبناء إلى إثبات استقلاليتهم، وغالبًا ما تكون الملابس محورًا للخلاف مع الأهل، خصوصًا إذا كانت جريئة أو مكشوفة.
وبهذا الخصوص، يؤكد الأخصائي النفسي رودي هيرنانديز لموقع "هافنغتون بوست" أن ردود فعل الأهل تنبع غالبًا من رغبة فطرية في حماية أبنائهم من التحرش أو التنمّر، لكن لا بد من تجنب الأسلوب الهجومي.
ويقترح الأخصائي أن يبدأ الأهل حوارًا مفتوحًا بأسئلة غير انتقادية مثل: "لماذا اخترتِ هذا اللباس؟" أو "ما الرسالة التي ترغبين بإيصالها؟"
وترى الخبيرة كارولين فينكل أن اللباس قد يكون وسيلة لتعبير المراهقين عن هويتهم الفردية، كما أنه يمنحهم شعورًا بالثقة والقبول ضمن محيطهم الاجتماعي.
هنا توصي الخبيرة تريسي ويليامز بالتوعية، لأن المراهقين لا يدركون دائمًا المخاطر بسبب شعورهم الزائف بعدم التعرض للأذى.
ويرى الخبراء أن الحظر الكامل على نوعية الملابس يؤدي إلى التمرد. لذلك يُنصح بالتوصل إلى تسويات، مثل تقليص عدد أيام ارتداء هذه الملابس، أو ربط اللباس بمناسبات أو أماكن معينة.
وفي النهاية، تبقى أفضل وسيلة بحسب الخبراء التواصل الصادق والمفتوح مع المراهقين، مع الحفاظ على الاحترام المتبادل وإيصال الرسائل بروح المحبة لا السيطرة.