مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
حذرت أبحاث نفسية حديثة من أن بعض أساليب التربية يمكن أن يكون لها تأثير سلبي عميق على الأطفال، حتى وإن تبناها الأهل بنوايا حسنة أو نتيجة لظروفهم الشخصية. وأكدت الدراسات أن بعض هذه الأساليب يجب تجنبها تمامًا، نظرًا لتأثيرها الطويل الأمد على الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال.
التربية السلطوية
تعتمد على فرض القواعد بشكل صارم مع غياب الدفء والحنان. في هذا النمط، يكون الانضباط والطاعة على رأس الأولويات، بينما تُهمل مشاعر الطفل وآراؤه. الأطفال الذين ينشؤون في مثل هذه البيئات قد يعانون من انخفاض الثقة بالنفس وصعوبة التعبير عن آرائهم، وقد يصبحون مفرطي القلق أو متمردين لاحقًا نتيجة محاولتهم استعادة استقلاليتهم.
التربية المتساهلة
يمنح الأهل أطفالهم حرية كبيرة مع القليل من التوجيه أو الحدود. وعلى الرغم من وجود دفء وحب، إلا أن غياب الانضباط يؤدي إلى صعوبات في تطوير الاعتماد على الذات والالتزام بالقوانين. الأطفال في هذا النمط قد يواجهون مشاكل أكاديمية ويصعب عليهم التكيف مع بيئات تتطلب مسؤولية وانضباط، كما يمكن أن يشعروا بالاستحقاق الزائد بسبب قلة المحاسبة.
التربية غير المبالية
يوفر الأهل احتياجات الطفل الأساسية فقط، مثل الغذاء والمأوى، مع غياب الدعم العاطفي والمشاركة الفعّالة في حياته. الأطفال في هذا النمط غالبًا ما يشعرون بالوحدة والإهمال، وقد يواجهون صعوبة في بناء علاقات صحية مستقبليًا، وقد يلجؤون إلى سلوكيات خطرة أو يعانون من مشكلات تعليمية وعاطفية نتيجة غياب التوجيه.
وأكدت الدراسات أن هذه الأساليب الثلاثة يمكن أن تؤثر بشكل عميق على نمو الطفل النفسي والاجتماعي، مشيرة إلى أهمية توفير توازن بين الحب والدفء من جهة، والحدود والانضباط من جهة أخرى. توفير هذا التوازن يعزز الصحة النفسية للطفل، ويساعده على بناء علاقات صحية والتكيف مع متطلبات الحياة اليومية.
وتوصي الأبحاث الأهل بالابتعاد عن التطرف في أساليب التربية، والتركيز على التفاعل الإيجابي والداعم مع أطفالهم، لضمان نموهم بشكل سليم ومستقر نفسيًا واجتماعيًا.