يروي الكاتب فيل هيلتون تجربته الشخصية مع قصر القامة، واصفًا كيف شكّل طوله الذي لا يتجاوز 170 سم جزءًا معقدًا من هويته كرجل في مجتمع يربط بين الرجولة والطول، وذلك في مقال نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية.
يبدأ هيلتون مقاله بروح فكاهية حين يتحدث عن محاولاته بالوصول إلى الأرفف العالية في المطبخ، إلا أن هذه التفاصيل اليومية تتحول إلى مرآة تعكس شعورًا أعمق بالنقص الاجتماعي المرتبط بالطول.
ويقول: "كوني قصيرًا يعني دائمًا أنني لا أحقق تمامًا النموذج الرجولي المثالي".
ويشير الكاتب إلى دراسة حديثة من جامعة كاثوليكية أسترالية، وجدت أن الرجال القصار قد يكونون أكثر عرضة للغضب والغيرة والسعي وراء السلطة.
ورغم سخرية هيلتون من التعميم، يعترف بأن هناك سلوكيات معينة في شخصيته ربما تكون انعكاسًا لهذا الضغط الاجتماعي، كالحساسية من الظلم أو الرغبة في تحقيق نجاح مرئي.
ويقر الكاتب بأنه لجأ إلى تمارين بناء العضلات لتعويض افتقاره للطول، مشيرًا إلى أن المجتمع ما زال أسيرًا لصورة نمطية مفادها أن الرجل يجب أن يكون طويلًا وقويًّا لحماية من يحب.
ويختم هيلتون بالقول، إن التحيز المرتبط بالطول ما هو إلا امتداد لتحيزات جندرية أوسع، تنتقص من قيمة المرأة الطويلة وتدفع الرجل القصير لتبرير ذاته.
ويرى أن الوقت قد حان لتجاوز هذه الأفكار البالية، والاعتراف بأن الرجولة لا تُقاس بالبوصة، بل بالإنسان نفسه.