logo
منوعات

مارس الطب والهندسة قبل البشر.. حقائق مدهشة عن عالم النمل

مارس الطب والهندسة قبل البشر.. حقائق مدهشة عن عالم النمل
النملالمصدر: iStock
24 يوليو 2025، 6:42 ص

كشفت دراسات علمية حديثة أن النمل، رغم صغر حجمه وغياب اللغة، يتمتع بقدرات مذهلة في مجالات الزراعة والطب والهندسة، ويمارسها منذ ملايين السنين، معتمدا على ما يُعرف بـ"الذكاء الجماعي"، وهو ما يجعله يُنافس الإنسان في بعض هذه السلوكيات المتقدمة، بل ويتفوق عليه أحيانا في التعاون والتنظيم.

وأظهرت تجربة علمية أن "النمل طويل القرون" (Paratrechina longicornis) يمتلك قدرة استثنائية على إزالة العوائق وتحريك الأجسام الثقيلة عبر ممرات ضيقة، متفوقا على فرق بشرية في مهمة تتطلب نقل أجسام على شكل حرف T، خصوصا عندما يزداد عدد المشاركين ويغيب التواصل المباشر بينهم؛ ما يبرز كفاءة العمل الجماعي لدى النمل.

وفي مجال الزراعة، يُعد "نمل قاطع الأوراق" من نوعي أتا وأكروميرمكس من أوائل الكائنات التي مارست الزراعة قبل نحو 55 مليون عام، حيث يزرع الفطريات باستخدام أوراق الأشجار كبيئة للنمو، ويعتمد عليها كغذاء رئيس.

كما طوّر هذا النوع نظاما متكاملًا لمكافحة الأمراض باستخدام بكتيريا تُفرز مضادات حيوية لحماية محصوله الفطري.

ويُظهر النمل علاقات تعاونية أخرى مع كائنات مختلفة، أبرزها الحشرات الماصة للنسغ مثل حشرات المنّ، حيث "يربيها" لاستخراج سائل سكري، مقابل حمايتها من الأعداء.

وتشير اكتشافات في الكهرمان إلى أن هذا السلوك يعود إلى أكثر من 20 مليون عام، أي قبل أن يبدأ الإنسان في تدجين الحيوانات.

أخبار ذات علاقة

النمل الحفار

الكشف عن نوع من النمل عاش قبل 113 مليون سنة

وفي المجال الطبي، توصلت دراسات إلى أن "نمل نجار فلوريدا" يعالج أفراد مستعمرته المصابين عن طريق بتر الأجزاء التالفة وتنظيف الجروح بإفرازات مضادة للميكروبات؛ مما يُزيد فرص نجاتهم، في سلوك يُشبه الإسعافات الأولية عند البشر.

أما في جانب الهندسة، فيُشكّل "نمل الجيش" (Eciton burchellii) هياكل حية بأجسامه لبناء جسور ومستوطنات مؤقتة أثناء تنقله، ويُعيد تشكيلها يوميا حسب الحاجة. بينما تستخدم أنواع أخرى من النمل الحرير الناتج عن يرقاتها للصق أوراق الأشجار وبناء أعشاش معقدة.

نمل الجيش

وفي حالات الطوارئ، يُظهر "النمل الناري" (Solenopsis invicta) سلوكا فريدا؛ إذ يشكّل طوافات حية باستخدام أجسامه ويرقاته لعبور الفيضانات، ما ساعده على التوسع عالميا، وأدى إلى اعتباره من أكثر الآفات الغازية صعوبة في المكافحة.

وتُعد هذه السلوكيات المذهلة دليلًا على قدرات النمل الفطرية على التعاون والتخطيط والاستجابة للبيئة؛ ما يدفع العلماء للتساؤل: هل يمكن للبشر أن يتعلموا من هذا الكائن الصغير فنون التنظيم والعمل الجماعي والابتكار البيئي؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC