تثير العلاقة بين الحيوانات وتقلبات الطقس فضولًا واسعًا بين العلماء ومحبي الحيوانات على حد سواء، فمن التصرفات غير المألوفة التي تبديها القطط قبل العواصف، إلى الاعتقاد الشائع بأن الأبقار تستلقي عند اقتراب المطر، تتعدد القصص والمرويات، لكن السؤال الأهم يبقى: ما مدى صحة هذه الظواهر علمياً؟
في هذا السياق، تناولت خبيرة الأرصاد الجوية الرقمية في قناة "ذا ويذر تشانل"، سارة تونكس، هذا الموضوع، مستندةً إلى نتائج أبحاث علمية، بالإضافة إلى خبرتها الشخصية مع كلبها "برودي".
وقالت تونكس: "آذان برودي أشبه بأطباق الرادار"، في إشارة إلى تيقظه غير المعتاد قبل العواصف، مضيفةً: "إذا فاتتني تنبيهات الطقس أو كانت الستائر مغلقة، فإنني غالبًا ما ألاحظ تصرفات برودي التي تنبّهني إلى تغيّرات قادمة في البيئة، قبل أن أدركها بنفسي".
وبحسب تونكس، فإن الكلاب تمتلك حاسة سمع شديدة الحساسية، تمكّنها من سماع الرعد من مسافات بعيدة، كما أن العديد من الحيوانات قادرة على استشعار التغيرات في الضغط الجوي، وهي تغيّرات تسبق غالبًا تقلبات الطقس الشديدة.
وأوضحت: "عندما ينخفض الضغط الجوي قبل العاصفة، يتغير مسار الموجات الصوتية، وتكون الكلاب قادرة على التقاط هذه التغيرات، ما ينعكس في سلوكها بشكل ملحوظ".
لكن رغم ما تُظهره بعض الحيوانات من ردود فعل ملحوظة قبل الطقس السيئ، تشير تونكس إلى ضرورة التمييز بين السلوك الغريزي والاستنتاجات الخاطئة المستندة إلى معتقدات غير مدعومة بالأدلة.
فنّدت تونكس، على سبيل المثال، الاعتقاد الشائع بأن الأبقار تستلقي قبل هطول المطر، قائلة: "الأبقار تستلقي باستمرار لهضم الطعام، ولا يوجد أي دليل علمي يربط هذا السلوك بتغيّرات الطقس".
كما رفضت صحة الأسطورة التي تربط ظهور سمك الريم (أو سمكة أورفيش) على الشواطئ باقتراب الزلازل أو الكوارث الطبيعية، مؤكدة أن هذه الفرضية "تم دحضها علمياً بالكامل".
في المقابل، أشارت تونكس إلى أن بعض الحيوانات البرية تُظهر سلوكيات منتظمة ومُوثقة عند تغيّر الظروف الجوية. واستشهدت بسلوك الخيول البرية في منطقة "أوتر بانكس" بولاية كارولاينا الشمالية، المعروفة بتعرضها المتكرر للأعاصير، موضحةً: "عندما تستشعر هذه الخيول تغيرًا في الضغط الجوي، تتجمع معًا وتدير ظهورها للرياح، وهو سلوك غريزي تم توثيقه جيدًا".
كما أظهرت دراسات أن بعض الثدييات تميل إلى الاتجاه نحو المناطق المرتفعة عند استشعار تغيّرات في الضغط الجوي، وهو سلوك تطوري قد يساعدها على تجنّب مخاطر الفيضانات أو العواصف.
أما بشأن كيفية تعامل أصحاب الحيوانات الأليفة مع سلوك حيواناتهم في مثل هذه الظروف، تنصح تونكس بعدم الذعر، وتقول: "إذا شعر كلبك بالأمان في خزانة أو غرفة داخلية، دعه يفعل ذلك. لا تُظهر خوفك، لأن رد فعلك قد يزيد من توتره. فقط وفر له بيئة آمنة وهادئة".
ورغم أن الحيوانات لا تمتلك قدرات "علمية" أو أدوات تكنولوجية للتنبؤ بالطقس، فإن حساسيتها الفطرية للتغيرات البيئية تجعلها من أوائل الكائنات التي تستشعر قدوم العواصف.
وتختم تونكس بالقول: "قد لا يملك برودي تطبيقًا للرادار، لكنه بالتأكيد يعلم متى يحين وقت الاحتماء."