صادق وزراء خارجية الدول الأعضاء في "الاتحاد من أجل المتوسط" على اختيار مدينتَي صيدا اللبنانية وقرطبة الإسبانية لتكونا عاصمتين متوسّطتين للثقافة والحوار لعام 2027، ضمن مبادرة مشتركة بين الاتحاد ومؤسسة "آنا ليند" الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات.
وترأس وزير الخارجية يوسف رجي، وفد لبنان للاجتماعات الوزارية، كما شارك رئيس بلدية صيدا مصطفى حجاري في مؤتمر "مدن المتوسط " المنعقد على هامش المنتدى.
وأكد رجي أن "اختيار مدينة صيدا بشارة خير للبنان لا سيما أن القرار تزامن مع الزيارة التاريخية المرتقبة لقداسة البابا ليو الرابع عشر إلى البلاد".
واعتبر أن "القرار يرمز من جديد الى رسالة لبنان كبلد للحوار والتلاقي والانفتاح ومساحة يجتمع فيها الشرق والغرب على قيم الثقافة والسلام".
ومن المرتقب أن تطوّر المدينتان برنامجاً مشتركاً يركّز على الحوار بين الثقافات والاستدامة وحماية التراث المادي وغير المادي، إلى جانب تقديم تبادلات مؤسساتية ومشاريع فنية وتعليمية مشتركة تعزز الروابط بين المجتمعين المحليين، لتكون منصة للتواصل بين الفنانين، والباحثين والطلاب.
وقام الرئيس اللبناني، جوزيف عون، بتوجيه تهنئة "كبيرة من القلب والوجدان إلى مدينة صيدا"، لافتاً إلى أنها "تمثل التاريخ والمستقبل، القلعة الأبدية والشهداء الأحياء، من رياض ومعروف إلى رفيق، وجميع المناضلين من أجل وحدة لبنان وحريته وحداثته وريادته".

وأضاف: "صيدا باب الجنوب وعاصمته وصلته بكل لبنان، تؤكد وتجدد رسالتها ورسالة وطنها الدائمة، أرض ثقافة وحوار وتنوع وتعدد وسلام، لضفتي المتوسط ولكل ضفاف الدنيا، مبروك لصيدا، مبروك للبنان".

ويأتي اختيار صيدا وقرطبة عاصمتين للثقافة والحوار لعام 2027 بعد اختيار العاصمتين الحاليتين لعام 2025، وهما الإسكندرية المصرية وتيرانا الألبانية، ثم عاصمتا العام المقبل 2026 وهما طنجة المغربية وماتيرا الإيطالية.
وتهدف مبادرة اختيار عاصمتي الثقافة والحوار كل عام إلى تسليط الضوء على التراث الثقافي الغني للبحر المتوسط وتعزيز التفاهم المتبادل بين ضفتيه الشمالية والجنوبية من خلال سلسلة من الفعاليات الثقافية والتعليمية المشتركة على مدار العام.