logo
منوعات

تحقيق فرنسي يفكّك لغز "مخدرات مرسيليا"

تحقيق فرنسي يفكّك لغز "مخدرات مرسيليا"
مدينة مارسيليا الفرنسيةالمصدر: رويترز
29 أغسطس 2025، 10:59 ص

فكك تحقيق فرنسي أسباب تحول مدينة مارسيليا الواقعة على ساحل فرنسا الجنوبي المُطل على البحر الأبيض المتوسط، إلى نقطة الانطلاق لتصدير الهيروين والقنب الهندي والكوكايين من إفريقيا وأمريكا الجنوبية إلى السوق الأوروبية.

ويحتل ميناء مرسيليا الفرنسي، الذي يمتد على مساحة تزيد على 10,000 هكتار، موقعًا استراتيجيًا في عالم تجارة المخدرات، وقد أشعلت الأرباح الناتجة عن التوسع غير المسبوق لهذا النشاط الإجرامي حربًا ضروسًا بين الجماعات المتنافسة، وأدت إلى إعادة تنظيم إدارة التهريب، وتغيير أساليب العمل.

أخبار ذات علاقة

رسم تعبيري لمحاكمة إسماعيل إل مايو

زعيم أكبر عصابة مخدرات في العالم يقر بإغراق أمريكا بالكوكايين والهيروين

 وكانت النتيجة نشوء كارتل لتهريب المخدرات وانفجار عنف شامل، مما أثار ظاهرة "مكسكة" انعكست على مارسيليا، التي تجد السلطات الفرنسية صعوبة متزايدة في كبحها، وفق تحقيق نشرته مجلة "كونفلي" الفرنسية.

4.5 مليون

ومنذُ ثمانينيات القرن الماضي، بدأت المخدرات الجاهزة للاستخدام تتدفق إلى ميناء مرسيليا، فقد شُحن الحشيش من أفريقيا عبر إسبانيا، إلى فرنسا ونابولي وهولندا، ووصلت الماريجوانا من ألبانيا، ثم، كما هو الحال في بقية فرنسا، شهدت مرسيليا طفرة في الطلب على الكوكايين.

وتحدث الباحث غيوم بيرييه، الآن عن "طوفان من المسحوق" وإمكانية أن تصبح أوروبا السوق الرائدة للكوكايين في العالم، فمن بين 4.5 مليون مستهلك أوروبي، يوجد 600 ألف منهم في فرنسا.

وبحسب التحقيق الفرنسي، يزيد المهربون من عدد نقاط وصول الكوكايين في الموانئ الأوروبية الرئيسة، وهي روتردام، أنتويرب، لوهافر، ومرسيليا، التي يتعامل ميناؤها مع أكثر من مليون حاوية سنويًا.

ولدى تطرق المجلة إلى أساليب المهربين فهم يستخدمون سفن الحاويات دون علم طواقمها، بتواطؤ من موظفي الميناء لاستعادة البضائع، لافتة إلى أن هناك صعوبة بالعمل لـ200 موظف جمركي في ميناء مرسيليا، مزودين بأجهزة مسح متنقلة، في فحص أكثر من 15 حاوية يوميًا.

أخبار ذات علاقة

شوارع "Le Panier"

"وجهة فرنسية جديدة".. أبرز المناطق السياحية في مارسيليا (صور)

 

وذكرت أن المهربين يتمكنوا من تسليم بضائعهم عن طريق رمي حزم الكوكايين في البحر أو ربطها بهيكل السفينة، في مقابل استعمال المهربين أيضًا النقل البري، حيث يصل الكوكايين من هولندا أو إسبانيا.

الخوف في المدينة

وعاد تحقيق المجلة إلى العام 2023، حين كانت المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 877 ألف نسمة، تضم نحو 150 منفذًا لبيع المخدرات، تحت سيطرة 8 عصابات.

ووفقًا لخبير علم الجريمة كزافييه راوفر، أصبحت مرسيليا ساحة معركة حقيقية، وبحلول العام 2024، كانت نحو 40 منطقة، تُعرف مجازًا بـ"المدن والأحياء الحساسة"، خارجة عن السيطرة.

والعام الماضي، سُجِّلت 24 حالة وفاة في جرائم قتل مرتبطة بالمخدرات، و49 حالة في العام 2023، و36 حالة في العام 2022، في عشرات حوادث إطلاق النار التي تُروِّع السكان.

وبحسب خبير علم الإجرام جان باتيست بيرييه، تُعد "مافيا ديزاد"، المتورطة في جرائم قتل واختطاف وتعذيب، "أكثر الجماعات الإجرامية تنظيمًا وخطورة في القرن الحادي والعشرين في فرنسا".

ونشأت تلك المافيا، ذات الأصول الجزائرية، واتخذت شكل كارتل مخدرات من خلال عملها في شبكة مع جماعات أخرى متواجدة في الموانئ الفرنسية الرئيسة، وتعاونها مع مافيا قوية متمركزة في هولندا، بالتعاون مع كارتلات المخدرات في أمريكا الجنوبية.

وأشارت المجلة في تحقيقها إلى دخول هذه العصابات في حرب مفتوحة للسيطرة على منافذ بيع المخدرات نتج عن ذلك عدة حوادث إطلاق نار خلال العامين الأخيرين، ومن بين 49 حالة وفاة سقطوا ضحايا لتصفية الحسابات في مرسيليا العام 2023، نُسب 39 حالة وفاة إلى هذه الحرب على النفوذ، التي امتدت في نهاية المطاف إلى جميع المدن وحتى السجون، مما أدى إلى استنزاف المدينة وسقوط ضحايا لا علاقة لهم بالأمر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC