يخوض الفنان المصري أحمد الفيشاوي أصعب أدواره كممثل عبر بطولة فيلم "سفاح التجمع" الذي يبدأ تصويره قريبا، مجسدا سلسلة الحوادث الصادمة التي هزت المجتمع المصري قبل نحو عام، حين تفجرت عدة جرائم قتل مروعة مقترنة بتعذيب وحشي وتعاطي مواد مخدرة، مع التخلص من جثث النساء الضحايا عبر إلقائها في المناطق الصحراوية.
ويضم الفيلم كذلك المنتج أحمد السبكي، فضلا عن السيناريست محمد صلاح العزب الذي يتولى إخراج العمل في مفاجأة كبرى؛ إذ إنها تجربته الأولى في الإخراج.
وتفاعل كثيرون مع مقطع الفيديو الذي شاركه الفيشاوي عبر حسابه على "إنستغرام" كجزء من التحضيرات للفيلم وهو يظهر بالإطلالة نفسها التي سبق وظهر بها "كريم سليم"، السفاح الحقيقي، حين كان يقدم دروسا لتعليم اللغة الإنجليزية على قناته بموقع "يوتيوب" والتي تم إغلاقها لاحقا.
وفضلا عن طابعها المتوحش، اقترنت جرائم "سفاح التجمع" بعدة سمات جعلتها "جذابة" من الناحية الدرامية، كون المجرم الذي صدر بحقه حكم الإعدام ومن المنتظر تنفيذه قريبا، ينتمي لطبقة ثرية وحاصل على تعليم مميز وأقام فترة في الولايات المتحدة، كما أنه من سكان "حي التجمع" الراقي.
وتنطوي تلك الحقيقة على مفارقة مدهشة، حيث يبدو القاتل للوهلة الأولى محترما وجديرا بالثقة ولا يحمل سمات السفاحين الفجة، وبالتالي هناك فجوة هائلة بين الصورة التي يصدرها للآخرين وبين باطنه الأسود الصادم، وهو ما يثري الحبكة والصراع الدراميين.
على الجانب الآخر، هناك تحديات مختلفة تواجه أحمد الفيشاوي وصناع الفيلم المرتقب جماهيريا، فكون الواقعة تصدرت اهتمامات الرأي العام لعدة شهور يجعل تفاصيلها معروفة للكافة، ما يطرح تساؤلا جوهريا عنوانه العريض: ماذا سيضيف العمل للواقعة؟ وكيف سيتم التعبير عن الجرائم المروعة على الشاشة؟
والسؤال الأخطر في هذا السياق: هل سيتم التعاطف مع القاتل باعتباره، وفق ملفات القضية، ضحية "عقدة نفسية دفينة" تجاه النساء حين عايرته زوجته بضعف رجولته، فانطلق إلى تعويض أزمته عبر ارتكاب الفظائع؟
وهناك سؤال آخر شديد الإلحاح يتعلق بمؤلف العمل محمد صلاح العزب، فكيف سيتناول "سفاح التجمع" بصيغة جديدة لا تتضمن تكرار تجربته التي لاقت نجاحا عبر عمل مشابه للغاية هو "سفاح الجيزة" الذي عٌرض العام الماضي ولعب بطولته أحمد فهمي؟
ويبدو التساؤل مشروعا كذلك حول مدى فرص نجاح محمد صلاح العزب كمخرج في هذا العمل تحديدا، بعد سلسلة من الأعمال التي تجمع بين الكوميديا الخفيفة والتشويق وبرز اسمه فيها كمؤلف مثل "رانيا وسكينة"، "هوجان" و"شقة فيصل".