يلجأ سكان قطاع غزة لحلول بديلة من أجل توفير الطعام، رغبة منهم في التغلب على المجاعة التي يتعرضون لها على إثر الحصار الإسرائيلي المشدد ضد قطاع غزة منذ مارس/آذار الماضي، عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وعلى إثر انهيار اتفاق التهدئة بين طرفي القتال في غزة أغلقت إسرائيل جميع معابر القطاع، ومنعت إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية؛ الأمر الذي فاقم الوضع الغذائي في غزة، فيما تؤكد الجهات الدولية أن سكان القطاع يعيشون خطر المجاعة.
ويلجأ سكان غزة لسحق الأرز والمعكرونة لصناعة الدقيق، كما يلجؤون للحمص كبديل عن القهوة، فيما يُسحق العدس ويُمزج بالملح ليُصبح دقة الفقراء، وذلك في محاولة منهم للتغلب على نقص غالبية السلع والمواد الغذائية.
طحن البقوليات
وقال محمد عاشور، أحد سكان القطاع، إن "جميع السكان اضطروا لطحن الأرز والمعكرونة وجميع أنواع البقوليات من أجل صناعة الطحين لإنتاج الخبز"، مشيرًا إلى أنها ليست حلولا مثالية إلا أنها أفضل من الموت جوعا.
وأوضح عاشور، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه العملية يقوم بها من تمكن من تخزين الأرز والمعكرونة، حيث تقتصر عليهم في ظل ارتفاع ثمن تلك المواد عقب استخدامها من قبل السكان لإعداد الطحين"، مبينا أن السكان يتعرضون للتجويع من الاحتلال والاستغلال من التجار.
وأضاف "الخبز المصنوع من البقوليات لا يمكن اعتباره جيدا أو يضاهي خبز الدقيق؛ إلا أنه يبقى أفضل من خيار الموت جوعا"، لافتا إلى أنه يتم تحميص الحمص وطحنه كبديل للقهوة، التي انقطعت من الأسواق وتباع بأثمان مرتفعة للغاية.
وقال محسن عياد، أحد سكان القطاع، إنه "وعائلته يلجؤون إلى طحن جميع البقوليات بما في ذلك العدس والأرز والمعكرونة لتوفير بدائل لإطعام أطفالهم"، مشددا على أن تلك البدائل غير مجدية صحيا لكنها الحل المتوفر لدى السكان.
وأوضح عياد، لـ"إرم نيوز"، أن "السكان يضطرون لمثل هذه الخيارات للتغلب على أزمة نقص الطعام، بالرغم من أن تلك الأطعمة غير مفيدة صحيا"، مشيرا إلى أن الطحين مفقود من الأسواق ويباع بأسعار مرتفعة.
وتابع "كما أن معظم المواد الغذائية الأساسية والتي كانت تدخل القطاع على شكل مساعدات إنسانية أصبحت غير متوفرة"، مؤكدا أنه من المرجح أن يفقد السكان هذه الحلول في أي لحظة حال لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات.
ولفت إلى أن "الوجبة الأساسية في غزة في الوقت الحالي هي الخبز المصنوع من البقوليات والدقة التي تصنع من العدس مع إضافة الملح وبعض محسنات الطعام"، مبينًا أن الوضع الصحي لجميع السكان صعب للغاية.
الخيار الوحيد
وقال مصطفى الفرا، أحد أصحاب المطاحن في غزة، إن "السكان يلجؤون له من أجل طحن البقوليات والمواد الغذائية لتوفير الدقيق والقهوة والدقة"، مبينا أن ذلك يمثل الخيار الوحيد للسكان في ظل نقص الطعام والمجاعة.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "تلك المواد تطحن بأسعار متفاوتة لكنها لا تتعدى الثلاثة دولارات في أحسن الأحوال"، قائلًا "تقتصر عملية طحن البقوليات على الفئات التي تمكنت من تخزين مواد غذائية خلال فترة وقف إطلاق النار".
واستكمل "أما من لم يتمكن من تخزين المواد الغذائية فالحلول والخيارات بالنسبة له شحيحة للغاية، وسيكون مضطر إما للصبر على جوعه، أو شراء الطحين والبقوليات المتوفرة بأسعار فلكية"، مستطردا "قطاع غزة يعاني الأمرين على إثر الحصار الإسرائيلي المشدد".