رجح خبراء أن تتوصل إسرائيل وحركة "حماس"، برعاية الوسطاء الإقليميين والدوليين، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى بينهما خلال الفترة المقبلة، لافتين إلى تحرك مكثف لتحقيق ذلك.
يتزامن ذلك، مع تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرب التوصل لاتفاق تهدئة بين طرفي القتال بغزة، ومواصلة الوسطاء جهودهم من أجل تحقيق ذلك، رغم تكثيف الجيش الإسرائيلي لضرباته الجوية والعسكرية لمختلف مناطق القطاع.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الانصاري، إن "الوسطاء يتواصلون مع إسرائيل وحماس للاستفادة من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل من أجل الدفع باتجاه هدنة بغزة"، متابعًا "إذا لم نستغل هذه الفرصة وهذا الزخم، فستكون فرصة ضائعة من بين فرص كثيرة أتيحت في الماضي القريب".
اتفاق مرتقب
وترى الخبيرة في الشؤون السياسية، رهام عودة، أن "أي اتفاق مرتقب بين طرفي القتال بغزة سيكون في إطار اتفاق دولي برعاية الولايات المتحدة"، مشيرًة إلى أنه سيجبر حماس على القبول برعاية عربية لقطاع غزة.
وأوضحت عودة، لـ"إرم نيوز"، أن "الاتفاق سيتضمن إدخال قوات دولية للقطاع مقابل إنهاء الحرب والإفراج عن جميع الرهائن"، لافتًة إلى أنه "من غير الواضح إمكانية قبول حماس بمثل هذا البند أو عملها على الدخول بمواجهة ضد تلك القوات".
وأشارت إلى أن "الوضع سيظل عالقًا حول الحديث عن صفقة مؤقتة فقط ويبقى مستقبل غزة مجهولًا"، مرجحًة أن "يتم التوصل لاتفاق مطلع الشهر المقبل أو أن يكون هناك اتفاق تهدئة مؤقتة بين حماس وإسرائيل مدته شهران على أبعد تقدير".
وتابعت: "في حال القبول بقوات عربية ودولية، فإن الأمور ستبدأ بالتنفيذ منذ توقيع الاتفاق حتى نهاية العام الجاري، حيث ستكون تلك القوات مسؤولة عن أمن القطاع، إلى جانب لجنة إسناد مجتمعي لإدارة الحكم، أو السماح للسلطة الفلسطينية بذلك".
اتفاق مؤقت
ويرى الخبير في الشأن السياسي، رياض العيلة، أن "الاتفاق بين حماس وإسرائيل سيكون مؤقتًا في المرحلة الأولى ولمدة زمنية لا تتعدى الستين يومًا"، مشيرًا إلى أنه سيؤدي للإفراج عن نصف الرهائن وفق إطار زمني مقبول للطرفين.
وقال العيلة، لـ"إرم نيوز"، إن "الخطوط العريضة لهذا الاتفاق جاهزة منذ أكثر من شهر؛ لكن الإطار الزمني للإفراج عن الرهائن هو الذي يعيق تنفيذها"، مبينًا أن "حماس تنازلت عن أجزاء كبيرة من مطالبها السابقة".
وزاد: "حماس لن تحقق أي انجاز من الاتفاق مع إسرائيل ولن تفرج عن أيٍّ من الأسرى القدامى أو القيادات في الحركة الأسيرة"، لافتًا إلى أن "الحركة تعمل في الوقت الحالي على الحفاظ على ما تبقى لها وعلى حكمها للقطاع".
واستكمل العيلة: "الاتفاق سيكون في إطار سيناريو الصفقة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحزب الله، ومدعومًا بالاتفاق الموقع مع إيران لوقف القتال"، مشددًا على أن "بنود الاتفاق ستكون لصالح حكومة بنيامين نتنياهو بدرجة كبيرة"، حسب تقديره.