كشفت التحقيقات الجارية في حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية عن احتمالات مثيرة للجدل، بعد أن أظهرت تسجيلات الصندوق الأسود قيام القبطان بإغلاق مفاتيح الوقود يدويًا بعد لحظات من الإقلاع، في خطوة أثارت ذعر مساعده.
ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، تشير تسجيلات قمرة القيادة إلى أن القبطان سوميت سابهاروال أغلق مفاتيح الوقود واحدًا تلو الآخر بفارق ثانية، بينما كان الضابط الأول، كلايف كوندر، يقود الطائرة في تلك اللحظة.
وتشير التقارير إلى أن سابهاروال، الذي عاد إلى العمل بعد إجازة طويلة بسبب وفاة والدته، كان الطيار المُراقب في الرحلة، ما أتاح له التحكم في مفاتيح الوقود.
وقد وصفه زملاؤه السابقون بأنه "رجل نبيل" كان يفكر بالتقاعد المبكر لرعاية والده المسن، فيما أكدت الشركة الأم "مجموعة تاتا" أن الطيار اجتاز الفحوصات الطبية والنفسية حديثًا.
وتساءلت جهات التحقيق الأميركية والهندية عن الدافع وراء إغلاق مفاتيح الوقود، وهل كان ذلك سهوًا أم فعلًا متعمدًا.
وقد أظهر التسجيل الصوتي نقاشًا متوترًا في قمرة القيادة، حيث تساءل كوندر: "لماذا قطعت الاتصال؟" ليرد القبطان: "لم أفعل"، بينما ظلت الطائرة تهوي بشكل مخيف.
ويؤكد الطيار رانجاناثان، الذي راجع التحقيق، أن إغلاق مفاتيح الوقود يتطلب إجراءً يدويًا معقدًا لا يمكن أن يحدث بالخطأ، معتبرًا أن الأمر كان متعمدًا، وهو ما أثار استياء ذوي الضحايا، الذين يشككون في شفافية التحقيقات ويتهمون السلطات بمحاولة التستر على الحادث.
وذكرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية في تقرير سابق أن بعض طائرات بوينغ 787 دريملاينر قد تحتوي على مفاتيح وقود غير مزودة بآلية قفل، مما يزيد احتمال إغلاقها دون قصد، إلا أن شركة طيران الهند لم تطبق التفتيشات اللازمة بحجة أن التنبيه لم يكن إلزاميًا.
وتسبب الحادث بمقتل عشرات الركاب، من بينهم 11 طفلًا، ونجا راكب واحد فقط كان يجلس بجوار مخرج الطوارئ. ولا تزال التحقيقات مستمرة، بينما أكدت طيران الهند تعاونها الكامل مع الجهات المختصة، دون التعليق على تفاصيل التحقيق نظرًا لاستمراره.
