"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب

logo
منوعات

"سوق الحرامية" بدمشق.. "إرم نيوز" يقف على غرائب المعلم المثير (صور)

"سوق الحرامية" بدمشق.. "إرم نيوز" يقف على غرائب المعلم المثير (صور)
سوق الجمعة في دمشقالمصدر: وسائل إعلام سورية
25 يوليو 2025، 3:18 م

منذ سقوط النظام السوري السابق يوم 8 ديسمبر 2024، بدأ سوق الجمعة في دمشق، المعروف بسوق "الحرامية"، بتطوير معروضاته وتنويع الخيارات أمام الزبائن، مستفيداً من فتح الحدود وتوافد بضاعة البالة الأوروبية، عبر تركيا.

وتتباين الأسعار بشكل هائل، بين سوق الجمعة، وبقية الأسواق المعروفة بدمشق، حيث يمكن للزائر الحصول على البضاعة نفسها، بنصف السعر من هذا السوق، في حين ترتفع الأسعار، كلما ذهب المرء باتجاه البسطات المتوضعة خارج السوق، وصولاً إلى الأسواق الفارهة الشهيرة.

سوق الحرامية في دمشق

ويشتهر سوق الجمعة بدمشق، بأنه يبيع كل شيء، حتى الخردة الصدئة وقناني الزجاج الفارغة، والأحذية المهترئة، إلى جانب الأدوات النحاسية القديمة، وأدوات المنزل المستعملة مثل الصحون والملاعق والآلات الكهربائية والأحجار الكريمة.

سوق الحرامية في دمشق

لكن حال سوق الجمعة بدمشق، اختلفت كثيراً اليوم، فعدا عن كثرة البسطات المتوضعة على الأرض، دخلت أنواع جديدة من البضاعة الجيدة إلى هذا السوق، مثل الأحذية الأوروبية من النخب الجيد، إضافة إلى "صمديات" وصحون الزجاج من الماركات العالمية.

أخبار ذات علاقة

مدينة دمشق

بعد عرض مسلسل عنه.. كيف بقي "سوق الحرامية" في دمشق خارج القانون؟ (فيديو)

ويدأب الكثير من الناس، على زيارة هذا السوق، من باب الفضول، ويقول بعضهم، ربما نحصل على "لقطة"، نشتري فيها قطعة نادرة بسعر زهيد، كما نشأت طبقة من الهواة المغرمين بهذا السوق، الذين يصرون على زيارته، من أجل الفرجة، إلا إذا فاجأتهم تلك "اللقطة" التي تجعلهم لا يترددون في الشراء.

يقول "أبو ياسر"، أحد الزبائن المواظبين على زيارة السوق، إنه اشترى حذاء رياضياً من نوع "نايك" بحالة جيدة، بـ"20" ألف ليرة، "2 دولار"، وقد شاهده معروضاً خارج السوق بـ50 ألف ليرة!.

سوق الحرامية في دمشق

"غزو" البسطات

كثرة البضاعة الوافدة من خارج الحدود، غيرت معالم الأسواق في دمشق، فقد نشأت أسواق جديدة، نتيجة "غزو" البسطات لمعظم الشوراع، وهو ما جعل باعة سوق الجمعة مجبرين على تحديث الأدوات والمعدات وأنواع البضاعة.

يقول بائع معدّات الإصلاح الكهربائية والميكانيكية، "محمد الجسري"، لـ"إرم نيوز":

"لدي جميع أنواع المفاتيح والمفكات ومعدات الإصلاح التي يحتاجها المرء في المنزل، وهي بسعر زهيد مقارنة بما تعرضه المحلات المختصة بهذا النوع من البضاعة.. إنهم يربحون مبالغ هائلة، مع أنهم يشترون بضاعتهم بسعر رخيص".

سوق الحرامية في دمشق

 بائع مختص بـ"القداحات"

وتجتمع الأشياء القديمة مع الحديثة، في سوق الجمعة اليوم، بدءاً من الأحذية المهترئة، والأحذية المستعملة قليلاً، وصولاً إلى الشراشف ووجوه الوسائد، وحتى الجرابات المستعملة، حيث يؤكد "الجسري"، أن فتح الاستيراد، ساهم في تنزيل الأسعار، وجعل المستهلك أمام عدة خيارات جيدة.

لا يستغرب الزائر، العثور على بائع مختص بـ"القداحات" القديمة، مثل قداحات "الفتيل"، التي تعمل بلا أي سائل يساعد على الاحتراق، وإنما تعتمد على قدح حجر الصوان باتجاه الفتيل، ليتكفل الهواء بالمهمة بعد ذلك. شيء يشبه الحصول على النار عبر قدح أحجار الصوان في العصور القديمة.

أخبار ذات علاقة

"سوق سوداء".. أمهات يبعن حليب الثدي عبر الانترنت ويثرن الجدل

"سوق سوداء".. أمهات يبعن حليب الثدي عبر الإنترنت ويثرن الجدل (فيديو)

شراء السلع القديمة 

يخبرنا "أبو علي"، أن زبائنه ينتمون لنوع خاص، متعلق بالأشياء القديمة، حتى إن بعضهم يشتري قداحاتٍ لا تعمل، بهدف عرضها في المنزل، إلى جانب مقتنيات أخرى جمعها خلال سنوات. ويضيف:

"هل تصدق أنني بعت قداحة فتيل مصنوعة من النحاس، قديمة جداً، بـ50 ألف ليرة، لأحد عشاق الأشياء القديمة وجامعيها؟".

ونتيجة تباين الأسعار، وانخفاض الدخل عند السوريين، تمكن سوق الجمعة من تقدم مشهد البيع والشراء في دمشق. فمن شارع الثورة، يتفرع سوق الجمعة، بالقرب من شارع الملك فيصل، وسط دمشق، متجاوراً مع سوق الهال القديم، وقريباً من سوق "المناخلية" الأثري، الموصل إلى مجموعة أسواق دمشق القديمة.

سوق الحرامية في دمشق

حركة نشطة قوية

ورغم ارتباط اسم هذا السوق، بيوم الجمعة، إلا أنه يفتح طيلة أيام الأسبوع، ويشهد حركة نشطة قوية في جميع الأوقات، نتيجة كثرة الخيارات المتاحة فيه، حتى قطع تبديل المعدات الكهربائية والميكانيكية القديمة، التي أصبحت مفقودة اليوم، يمكن العثور عليها في هذا السوق.

وإلى جانب المشهد التسويقي، وعمليات البيع والشراء داخل السوق، لا تغيب النوادر والقصص الطريفة التي يرويها بعض الباعة، عن شرائهم قطعاً نادرة من زبائن لا يعرفون قيمتها، بثمن بخس، ومن ثم بيعها لزبائن يعرفون مكانتها التاريخية، بثمن مرتفع.

أحد البائعين، عثر داخل مصبات القهوة النحاسية القديمة، التي باعها الورثة، إثر وفاة جدهم، بسعر زهيد، على قطع نقدية ذهبية، تعود للفترة العثمانية، ويقولون إن هذا الرجل، سرعان ما "قبر الفقر"، وصار من أصحاب المحلات الكبيرة في أشهر الأسواق.

ويؤكد الكثير من رواد هذا السوق، حرصهم على زيارته وتفقد البضاعة فيه بشكل دوري، ويقولون إنه سوق "الحكايا"، والقصص التي لا تخطر على بال أحد، حيث يمكن الحديث أيضاً، عن نوع مختلف من الزبائن، المختصين بصيد القصص الغريبة والنادرة، التي يقولون إنها أهم من البضاعة بكثير.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC