تجدد الجدل حول ملكية نيزك مريخي نادر، يُعد الأكبر من نوعه، بعد بيعه في مزاد علني نظمته دار "سوذبيز" في نيويورك مقابل مبلغ قياسي تجاوز 5 ملايين دولار. النيزك، الذي يبلغ وزنه نحو 25 كيلوغراماً، عُثر عليه في 16 نوفمبر 2023 بمنطقة نائية في أغاديز شمالي النيجر، من قِبل "صائد نيازك"، ثم انتقل إلى تاجر دولي، عُرض لفترة وجيزة في إيطاليا، قبل أن يُطرح في المزاد بأمريكا الشمالية.
أثارت عملية البيع غضب الحكومة النيجرية، التي أعلنت فتح تحقيق في ظروف خروجه من البلاد، وعلّقت تصدير الأحجار الكريمة والنيازك إلى إشعار آخر، معتبرةً أن القضية تحمل "سمات الاتجار الدولي غير المشروع".
ورغم تأكيد "سوذبيز" أن الحجر صُدّر من النيجر وفق الإجراءات الدولية، إلا أن مراجعة جارية للملف بعد تصاعد الجدل. من جهته، اعتبر عالم الحفريات الأمريكي بول سيرينو، الذي تعاون مع النيجر لسنوات، أن كل المؤشرات تدل على أن الحجر غادر البلاد بشكل غير قانوني، مشدداً على أن النيزك ملك للنيجر ما دام قد سقط على أراضيها.
وبحسب "فرانس برس"، قانونياً لا يحظى النيازك بوضع قانوني موحد عالمياً، إذ تختلف التشريعات بين الدول. ففي الولايات المتحدة مثلاً، تعود ملكية النيزك إلى صاحب الأرض، لكن الأمر يختلف في النيجر، حيث تُعد العينات النادرة من المعادن جزءاً من الممتلكات الثقافية المحمية بموجب القانون.
وإلى جانب الجدل القانوني، أثار بيع هذا النيزك تساؤلات أخلاقية، خاصة أن صخرة NWA 16788 تُمثل قيمة علمية نادرة لا تُقدر بثمن؛ كونها تقدم دليلاً فريداً على التاريخ الجيولوجي للمريخ.
وطالب سيرينو بإعادة النيزك إلى النيجر لعرضه ودراسته، رافضاً فكرة بيعه في مزاد قد يؤدي إلى اختفائه عن الأوساط العلمية والجمهور.