تزيّنت مدينة بنغازي في ليبيا من جديد بمظاهر الفرح والإبداع من خلال المهرجان الصيفي.
وبنغازي، التي تُعدّ ثاني أكبر مدينة في ليبيا، أضحت قِبلةً للعديد من النجوم العرب والدوليين خلال هذا المهرجان سواء كانوا فنانين أو ملاكمين أو رياضيين، وهو الأمر الذي لاقى استحسان الليبيين.
وسواء في ساحة "الكيش" أو غيرها، احتضنت مدينة بنغازي العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية، مثل: معارض للكتب وللتراث الليبي، وأيضاً "سيرك" وحفلات فنية، وغيرها.
واعتبر رئيس لجنة الاحتفالات في مهرجان صيف بنغازي 2025 أحمد كويفية، على الأمر بالقول، إن "سر نجاح المهرجان غياب الفنّ والثقافة عن المدينة لمدة طويلة ما يقرب الـ15 سنة، وما هو معروف عن بنغازي أنها مدينة راعية للثقافة والمسرح والمثقفين، وأيضاً غياب الفرحة بحكم المراحل التي مرّت بها المدينة والمدن المجاورة لها، ومن بين تلك المراحل مرحلة سيطرة الإرهابيين عليها".
وأضاف كويفية في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "بعد أن كانت المدينة تسيطر عليها آثار الرصاص والحرب، الآن، باتت الأفراح تزيّنها، والأنشطة الثقافية والرياضية، وباتت بنغازي قِبلة للمثقفين والرياضيين العالميين وذلك بعد مقاومة الجيش الليبي للإرهاب".
وشدد على أن "المدينة استقطبت الكثير من النجوم العرب والأجانب على هامش المهرجان الصيفي على غرار رونالدينهو، ومايك تايسون، ونسيم حميد، وبلطي، ونجوم عرب آخرين كبار، مثل: وائل جسار، وهيثم شاكر، والأخرس، وغيرهم".
وأكد كويفية أن "هذا المهرجان والتظاهرات الرياضية كانت فرصةً لتسليط الضوء على المدينة وليبيا عموماً وتراثها، خاصة أن بنغازي ليست مدينة الإرهاب كما كان يروّج خلال هيمنة الجماعات الإرهابية، بنغازي، الآن، مدينة سلام وثقافة وفنّ وكل ما هو جميل، وهناك إعمار في السنوات الأخيرة بفضل الجيش الليبي وجهده، وهو أمر يجب أيضاً التعريف به في مثل هذه الفعاليات والأنشطة".
وهذه النسخة من مهرجان صيف بنغازي 2025 هي الثانية، وتضمنت أنشطة رياضية من خلال مسابقات في كرة القدم الشاطئية وغير ذلك.
وقال المحلل المتخصص في الشؤون الليبية، محمد صالح العبيدي: "هذا المهرجان ونجاحه في استقطاب رموز عرب وعالميين، سواء صناع محتوى أو ملاكمين أو رياضيين أو مثقفين، يعكسان بالفعل نفض مدينة بنغازي عن نفسها غبار الإرهاب الذي عانت منه لسنوات".
وأوضح العبيدي في تصريح خاصّ لـ "إرم نيوز": "هذه الاحتفالات تأتي أيضاً رغم الانقسام السياسي، الأمر الذي يعكس تمسّك الليبيين بالثقافة والفنّ والرياضة على الرغم من المآسي الاقتصادية والاجتماعية بسبب ما خلّفته الحروب السابقة".
وأكد المتحدّث أنه "في المقابل الرهان سيصبح كبير على المسؤولين الذين يقفون خلف المهرجان وبقية الفعاليات الثقافية والرياضية في بنغازي من أجل تنظيم المزيد من الفعاليات لإرضاء الجمهور الليبي والعربي أيضاً".