صادف يوم 12 يوليو ذكرى ميلاد الشاعر التشيلي بابلو نيرودا الذي ولد في العام 1904 وعاش في كنف والده الموظف البسيط بسكة الحديد بعد أن توفيت والدته بوقت قصير من ولادته.
وأصبح بعد صدور عدد قليل من مؤلفاته أحد أهم شعراء البلاد ثم أمريكا اللاتينية ثم العالم أجمع ويتوج بجائزة نوبل في الآداب 1971.
وانفرد نيرودا بالجمع بين السياسة والحب في سبيكة واحدة من اللغة المرهفة والتعبيرات القوية والخيال الجامح والتشبيهات المدهشة، على نحو جعله شعره سلسلا بسيطا يخلو من التعقيد رغم عمقه الشديد وينتشر بسرعة مذهلة بين مختلف الشعوب والثقافات عبر الترجمة إلى عشرات اللغات.
وقادته أفكاره حول العدالة الاجتماعية والتعاطف مع الفقراء والطبقات البسيطة وسخطه على نمط الحياة الاستهلاكي المفعم بتسطيح البشر، إلى اعتناق الفكر اليساري المتشدد والانضمام إلى أحزاب شيوعية، لكنه احترف أيضا العمل الدبلوماسي وكان ممثلا لبلاده لدى إسبانيا.
وتعرف نيرودا على الشاعر الإسباني الشهير فيديريكو لوركا الذي تعرض للموت غدرا أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، ما أثر على شعر نيرودا بشكل ملحوظ واتجهت قصائده إلى الغضب واللغة الثورية والإيمان بقدرة الكلمة على التغيير.
وامتزجت قصائده الرومانسية بالحب والطبيعة والجمع بين التغزل في المرأة وبين القضايا الإنسانية الكبرى مثل الحرية والعدالة والكرامة في نسيج واحد شديد البراعة، يعكس أحد جوانب عبقريته.
ومن أبرز أعماله "20 قصيدة حب وأغنية يائسة"، "100 قصيدة حب"، "أحجار السماء"، "القلب الأصفر"، " آخر الأشعار"، بالإضافة إلى مذكراته الشهيرة " أعترف أنني قد عشت".
وظلت وفاته في 23 سبتمبر عام 1973 مثيرة للجدل حتى اليوم، حيث تقول الرواية الرسمية إنها حدثت نتيجة الإصابة بمرض السرطان.
وبينما يؤكد باحثون ومؤرخون أنه تعرض للقتل لأسباب سياسية من جانب عملاء الجنرال "بينوشيه" الذي استولى على البلاد في انقلاب عسكري، وكان يخشى من تحول نيرودا إلى رمز للمعارضة في الخارج.